نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء نویسنده : أبو الربيع الحميري الكلاعي جلد : 1 صفحه : 129
و ذلك أن خديجة دخل عليها رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بعد موت القاسم و هى تبكى عليه، فقالت: يا رسول الله، لو كان عاش حتى تكمل رضاعته لهون على. فقال: إن له مرضعا فى الجنة تستكمل رضاعته. فقالت: لو أعلم ذلك لهون على. فقال: إن شئت أسمعتك صوته فى الجنة. فقالت: بل أصدق الله و رسوله.
قال ابن هشام [1]: و أما إبراهيم فأمه مارية سرية النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا. و هى قبطية من قبط مصر، و هذا هو الصهر الذي ذكره لهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى قوله: «الله الله فى أهل الذمة، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد، فإن لهم نسبا و صهرا» [2].
قال مولى غفرة: نسبهم أن أم إسماعيل النبيّ (عليه السلام) منهم، و صهرهم أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) تسرر فيهم. و فى حديث آخر أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة و رحما».
قال ابن إسحاق [3]: و كانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى و كان ابن عمها و كان نصرانيا قد تتبع الكتب و علم من علم الناس، ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب و ما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه.
فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبى هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبى ينتظر، هذا زمانه. أو كما قال. فجعل ورقة يستبطئ الأمر و يقول:
حتى متى؟! و قال فى ذلك:
لججت و كنت فى الذكرى لجوجا* * * لهم طالما بعث النشيجا [4]
و وصف من خديجة بعد وصف* * * فقد طال انتظارى يا خديجا
ببطن المكتين على رجائى* * * حديثك أن أرى منه خروجا
بما خبرتنا من قول قس* * * من الرهبان أكره أن يعوجا [5]