وأثر عن ابن
عباس أنه قال : لم يلد كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير ، وهو ردّ على
النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ، وعلى اليهود الذين قالوا : عزير ابن الله.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُواً أَحَدٌ) أي ليس له ندّ ولا مماثل ، وفى هذا نفى لما يعتقده بعض
المبطلين من أن لله ندّا فى أفعاله كما ذهب إلى ذلك مشركو العرب حيث جعلوا
الملائكة شركاء لله.
والخلاصة ـ إن
السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه ، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة بقوله :
«الله أحد» ونفى عن نفسه أنواع الاحتياج بقوله : «اللهُ الصَّمَدُ» ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة لشىء بقوله : «لَمْ يَلِدْ» ونفى عن نفسه الحدوث والأوّلية بقوله : «وَلَمْ يُولَدْ» ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله : «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُواً أَحَدٌ» تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.