والمراد به كل ما يفلقه الله كالأرض التي تنفلق عن النبات ، والجبال التي
تنفلق عن عيون الماء ، والسحائب التي تنفلق عن ماء الأمطار ، والأرحام التي تنفلق
عن الأولاد.
والغاسق :
الليل إذا اعتكر ظلامه ، ووقب : دخل ظلامه فى كل شىء ، ويقال وقبت الشمس إذا غابت
، والنفاثات : واحدهم نفاثة كعلامة ، من النفث وهو النفخ من ريق يخرج من الفم ،
والعقد : واحدها عقدة ، والحاسد : هو الذي يتمنى زوال نعمة المحسود.
الإيضاح
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي قل : أستعيذ برب المخلوقات ، ومبدع الكائنات ، من كل
أذى وشر يصيبنى من مخلوق من مخلوقاته طرّا.
ثم خصص من بعض
ما خلق أصنافا يكثر وقوع الأذى منهم فطلب إليه التعوذ من شرهم ودفع أذاهم ، وهم :
(١) (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) أي ومن شر الليل إذا دخل وغمر كل شىء بظلامه ، والليل
إذا كان على تلك الحال كان مخوفا باعثا على الرهبة ـ إلى أنه ستار يختفى فى ظلامه
ذوو الإجرام إذا قصدوك بالأذى ـ إلى أنه عون لأعدائك عليك.
(٢) (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) أي ومن شر النمامين الذين يقطعون روابط المحبة ، ويبددون
شمل المودة ، وقد شبه عملهم بالنفث ، وشبهت رابطة الوداد بالعقدة ، والعرب تسمى
الارتباط الوثيق بين شيئين عقدة ، كما سمى الارتباط بين الزوجين : (عقدة النكاح).
فالنميمة تحول
ما بين الصديقين من محبة إلى عداوة بالوسائل الخفية التي تشبه أن تكون ضربا من السحر
، ويصعب الاحتياط والتحفظ منها ؛ فالنمام يأتى لك بكلام يشبه الصدق ، فيصعب عليك
تكذيبه ، كما يفعل الساحر المشعوذ إذا أراد