الخطاب :
المخاطبة والمكالمة ، الروح : جبريل عليه الصلاة والسلام ، والمآرب : المرجع ،
والإنذار : الإخبار بالمكروه قبل وقوعه ، والمرء الإنسان ذكرا كان أو أنثى ، ما
قدمت يداه : أي ما صنعه فى حياته الأولى.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه أن يوم القيامة موعد للفصل بين الخلائق ، وتنتهى به أيام الدنيا ، وأن دار
العذاب معدة للكافرين ، وأن الفوز بالنعيم للمتقين ؛ أعقب ذلك بأن هذا يوم يقوم
فيه جبريل والملائكة صفّا صفا لا يتكلمون إلا إذا أذن لهم ربهم وقالوا قولا صحيحا.
ثم أتبعه بأن
هذا اليوم حق لا ريب فيه ، وأن الناس فيه فريقان : فريق بعيد من الله ومرجعه إلى
النار ، وفريق مآبه القرب من الله ومنازل الكرامة ، فمن كانت له مشيئة صادقة ،
فليتخذ مآبا إلى ربه ، وليعمل عملا صالحا يقرّبه منه ، ويحلّه محل كرامته.
ثم عاد إلى
تهديد المعاندين وتحذيرهم من عاقبة عنادهم ، وأنهم سيعلمون غدا ما قدمته أيديهم
ويرونه حاضرا لديهم ، وحينئذ يندمون ، ولات ساعة مندم ، ويبلغ من أمرهم أن يقولوا
: ليتنا كنا ترابا لم نصب حظا من الحياة.
الإيضاح
(رَبِّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) أي إنه سبحانه المالك لشئونهما ، المدبر لأمورهما ، ولا
يملك أحد من أهلهما مخاطبته تعالى بالشفاعة إلا بإذنه.