(وَكَواعِبَ أَتْراباً) أي وحورا كواعب لم تتدلّ ثديهن ، وهنّ أبكار عرب أتراب.
والتمتع
بالنساء على هذه الشاكلة مما يتمثله المرء فى الدنيا على نحو من اللذة ، وإن كنا
لا نعلم كنهه فى الآخرة ، وعلينا أن نؤمن به ، وأنه تمتع يفوق به ما هو مثله من
لذات هذه الحياة ، وأنه يشاكل أحوال العالم الأخروى.
(وَكَأْساً دِهاقاً) أي وكأسا من الخمر مترعة ملأى متتابعة على شاربيها.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها
لَغْواً وَلا كِذَّاباً) أي لا يجرى بينهم حين يشربون ـ لغو الكلام ولا يكذب
بعضهم بعضا ، كما يجرى بين الشّرب فى الدنيا ، لأنهم إذا شربوا لم تفتر أعصابهم ،
ولم تتغير عقولهم كما قال تعالى : «لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ» ، واللغو والتكذيب مما تألم له أنفس الصادقين
المخلصين.
ولما ذكر أنواع
النعيم بيّن أن هذا جزاء لهم على ما عملوا ، وتفضل منه سبحانه فقال :
(جَزاءً مِنْ رَبِّكَ
عَطاءً حِساباً) أي جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله وإحسانه عطاء كافيا
وافيا.