responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 18  صفحه : 72

المحصنات به ، وشدد فى عقوبته الدنيوية والأخروية ، فجعل عقوبته فى الدنيا الجلد وألا تقبل له شهادة أبدا ، فيكون ساقط الاعتبار فى نظر الناس ملغى القول لا تسمع له كلمة ، وجعل عقوبته فى الآخرة العذاب المؤلم الموجع إلا إذا تاب إلى الله وأناب وأصلح أعماله ، فإنه يزول عنه اسم الفسوق وتقبل شهادته.

الإيضاح

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ، ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) أي إن الذين يشتمون العفيفات من حرائر المسلمين فيرمونهن بالزنا ، ثم لم يأتوا على ما رموهن به من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون بأنهم رأوهن يفعلن ذلك ـ فاجلدوهم ثمانين جلدة جزاء لهم على ما فعلوا من ثلم العرض ، وهتك الستر دون أن يكون ذلك بوجه الحق.

(وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً) أي وردوا شهادتهم ، ولا تقبلوها أبدا فى أي أمر من الأمور.

ثم بين سوء حالهم عند ربهم بقوله :

(وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) أي وأولئك هم الخارجون عن طاعة ربهم إذ أنهم فسقوا عن أمره ؛ وركبوا كبيرة من الكبائر ، باتهامهم المحصنات الغافلات المؤمنات كذبا وبهتانا ؛ كما قال حسان يمدح أمّ المؤمنين عائشة :

حصان رزان ما تزنّ بريبة

وتصبح غرثى من لحوم الغوافل [١]

وهم إن كانوا صادقين فقد هتكوا ستر المؤمنات ، وأوقعوا السامعين فى شك من أمرهن ، دون أن يكون فى ذلك فائدة دينية ولا دنيوية لهم ، وقد أمرنا بستر العرض إذا لم يكن فى ذلك مصلحة فى الدين.


[١] حصان : عفيفة ، ورزان : حصيفة الرأى ، وتزن : تتهم ، وريبة : أي شك فى عرضها ، وغرثى : جائعة ، والمراد أنها لا تغتاب النساء كما هو شأن المرأة.

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 18  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست