نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 30
(وَالْمُنْفِقِينَ) : أموالهم في طاعة الله.
وعن أبي حازم
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لله ملكا ينادي : اللهم اعط منفقا خلفا ، واعط
ممسكا تلفا» [٢٥] [١].
(وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) : قال مجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، والكلبي والواقدي :
يعني المصلين بالأسحار. نظير قوله (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ)[٢] أي يصلّون.
وقال يعقوب بن
عبد الرحمن عن أبي الزهري قال : قلت لزيد بن اسلم : من (الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)؟ قال : هم الذين يشهدون الصبح [٣].
وكذلك قال ابن
كيسان : يعني صلاة الصّبح في المسجد.
وقال الحسن :
صلّوا الصلاة الى السحر ثم استغفروا.
قال نافع : كان
ابن عمي يحيي الليل ، ثم يقول : يا نافع أسحرنا؟ فأقول : لا ، فيعاود الصلاة ،
وإذا قلت : نعم ، فيستغفر الله ويدعوا حتى الصبح [٤].
وروى إبراهيم
بن حاطب عن أبيه قال : سمعت رجلا في السحر يتهجّد في المسجد وهو يقول : ربّ أمرتني
فأطعتك ، وهذا سحر فاغفر لي. فنظرت فإذا هو ابن مسعود رضياللهعنه.
وروى صالح
وحماد بن سلمة عن ثابت وأبان وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّ الله عزوجل يقول : «إني لأهمّ بأهل الأرض عذابا ؛ فإذا نظرت الى
عمّار بيوتي والى المتهجدين والى المتحابين فيّ ، والى (الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) صرفت عنهم» [٢٦] [٥].
محمد بن زاذان
عن أم سعد قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ ثلاثة أصوات يحبهم الله عزوجل ؛ صوت الديك ، وصوت الذي يقرأ القرآن ، وصوت (الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)» [٢٧] [٦].
حمّاد بن سلمة
عن سعيد الجريري قال : بلغنا أنّ داود نبي الله سأل جبرائيل عليهالسلام : أي الليل أفضل؟ فقال : ما أدري إلا أنّ العرش يهتز من
السحر [٧].
[١] صحيح مسلم : ٣ /
٨٤ ، والمستدرك : ٤ / ٥٥٩ ، بتفاوت يسير.