نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 31
وقال سفيان
الثوري : إنّ لله ريحا يقال لها : الصبّحية تهب وقت الأسحار تحمل الأذكار
والاستغفار الى الملك الجبّار.
قال سفيان انّه
إذا كان من أوّل الليل ، نادى مناد : ألا ليقم العابدون ، فيقومون فيصلّون ما شاء
الله ، ثم ينادي منادي في شطر الليل : ليقم القانتون ، فيقومون كذلك يصلّون الى
السحر.
فإذا كان نادى
مناد : ألا ليقم المستغفرون ، فيقومون فيستغفرون ، ويقوم آخرون يصلّون فيلحقون
بهم. فإذا طلع الفجر نادى مناد : اللهم ليقم الغافلون فيقومون ، من فراشهم كأنهم
نشروا من قبورهم.
وقال لقمان
لابنه : «يا بني لا يكون الديك أكيس منك ، ينادي بالأسحار وأنت نائم.
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ).
عن غالب القطان
قال : أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش وكنت اختلف إليه. فلما كنت ذات
ليلة أردت أن أنحدر الى البصرة قام من الليل يتهجد ؛ فمر بهذه الآية (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية. ثم قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به
وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة ، (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللهِ الْإِسْلامُ) قالها مرارا. قلت : لقد سمع. فما شيئا فصلّيت معه
وودعته ، ثم قلت : آية سمّعتك نردّدها فما بلغك فيها؟ قال : والله لا أحدث بها الى
سنة. فلبثت على بابه ذلك اليوم ، وأقمت سنة ، فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد
مضت السنة ، فقال : حدثنا أبو وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يجيء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله : عبدي عهد
إليّ وأنا أحق من وفى بالعهد. أدخلوا عبدي الجنة» [٢٨] [١].
خالد بن زيد عن
يزيد الرقاسي عن أنس بن مالك قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من قرأ (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية .. عند منامه خلق الله عزوجل له سبعين ألف ملك يستغفرون له الى يوم القيامة» [٢٩] [٢].
وعن الزبير بن
العوام قال : قلت : لأدنونّ هذه [العشية] من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهي عشية عرفه حتى أسمع ما يقول ، فحبست ناقتي من
ناقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وناقة رجل كان الى جنبه.
فسمعته يقول : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية. فما زال يردّدها حتى دفع.
يعقوب عن جعفر
عن سعيد بن جبير قال : كان حول الكعبة ثلاث مائة وستون صنما. فلما نزلت (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية ، خرّوا سجّدا.