نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 169
قال السدي :
يعني بالفاحشة هاهنا الزّنا ، يدل عليه ما روى حماد بن ثابت عن جابر (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) قال : زنى القوم وربّ الكعبة ، أو ظلموا أنفسهم
بالمعصية.
وقال مقاتل
والكلبي : وهو ما دون الزنا من قبله أو لمسة أو نظرة فيما لا يحل.
(ذَكَرُوا اللهَ) قال الضحاك : ذكروا العرض الأكبر على الله عزوجل ، مقاتل والواقدي : تفكروا في أنفسهم أن الله سائلهم
عنه ، مقاتل بن حيان : (ذَكَرُوا اللهَ) باللسان عند الذنوب (فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) أي وهل يغفر الذنوب إلّا الله وما يغفر الذنوب إلّا
الله ؛ فلذلك رفع. (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى
ما فَعَلُوا) واختلفوا في معنى الإصرار :
فقال أكثر
المفسرين : معناه لم يقيموا ولم يدوموا ولم يثبتوا عليه ، ولكنهم تابوا وأقرّوا
واستغفروا.
قتادة : إيّاكم
والإصرار ، فإنما هلك المصرون الماضون قدما قدما في معاصي الله ، لا تنهاهم مخافة
الله عن حرام حرّمه الله ، ولا يتوبون من ذنب أصابوه ، حتى أتاهم الموت وهم على
ذلك.
وقال الحسن :
إتيان العبد ذنبا عمدا إصرارا ، السدي : الإصرار السكوت وترك الاستغفار ، وفي
الخبر قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة» [١] [١٤٨].
وروى عبد
الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس كبيرة بكبيرة مع الاستغفار وليس صغيرة بصغيرة مع
الإصرار» [٢] [١٤٩] وأصل الإصرار الثبات على الشيء.