نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 317
فصل رائع للزمخشري :
وفيما يلي فصل
رائع للزمخشري بهذا الصدد ، نقتبس منه الفقرات التالية ، لما تضمنته من تجسيد حي ،
قال : «فإن قلت : كيف قيل : «من بين أيديهم ومن خلفهم» بحرف الابتداء ، وعن
أيمانهم وعن شمائلهم» بحرف المجاوزة؟ قلت : المفعول فيه عدي إليه الفعل نحو تعديته
الى المفعول به ، فكما اختلفت حروف التغدية في ذاك اختلفت في هذا ، وكانت لغة تؤخذ
ولا تقاس ، وإنما يفتش عن صحة موقعها فقط ، فلما سمعناهم يقولون : جلس عن يمينه
وعلى يمينه ، وعن شماله وعلى شماله ، قلنا : معنى على يمينه أنه تمكن من جهة
اليمين تمكن المستعلي من المستعلى عليه ، ومعنى عن يمينه أنه جلس متجافيا عن صاحب
اليمين منحرفا عنه غير ملاصق له ، ثم كثر حتى استعمل في المتجافي وغيره ، ونحوه من
المفعول به قولهم : «رميت عن القوس ، وعلى القوس ، ومن القوس» ، لأن السهم يبعد
عنها ويستعليها إذا وضع على كبدها للرمي ويبتدأ الرمي منها. وكذلك قالوا : جلس بين
يديه وخلفه ، بمعنى فيه ، لأنهما ظرفان للفعل ، ومن بين يديه ومن خلفه لأن الفعل
يقع في بعض الجهتين ، تقول : جئته من الليل تربد يعض الليل».