نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 280
الاعراب :
(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى
الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) الأصل في ثم أن تكون للترتيب مع المهلة والتراخي في
الزمان ، ومن ثم توقف المفسرون والنحاة في حقيقة العطف بها هنا ، ولم أجد فيما
قالوه مقنعا ، وسأنقل ما قالوه أولا ثم أشير الى ما هو أولى بالأرجحية. فقال بعضهم
: إن «ثمّ» تأتي للترتيب في الإخبار ، كأن هذا القائل أراد تفادي سبق موسى عليه
السلام في الزمان. وزعم الأخفش : أن «ثم» قد تتخلف عن التراخي ، بدليل قولك :
أعجبني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب. لأن «ثم» في ذلك لترتيب الإخبار ولا
تراخي بين الإخبارين. وجعل ابن مالك من ذلك قوله تعالى : «ثم آتينا موسى الكتاب»
وقال في المغني : «والظاهر أن «ثمّ» واقعة موقع الفاء» وقد نصّ النحاة على أن «ثم»
توضع موضع الفاء كقول أبي دواد جارية بن الحجاج :
كهزّ
الرّدينيّ تحت العجاج
جرى في
الأنابيب ثم اضطرب
وقال الزّجّاج
: هو معطوف على «أتل» ، تقديره. أتل ما حرّم ثم أتل ما آتينا.
وقال الزمخشري
: «فإن قلت : علام عطف قوله : «ثم آتينا موسى الكتاب»؟ قلت : على «وصّاكم به». فإن
قلت : كيف صحّ عطفه عليه بـ «ثم» والإيتاء قبل التوصية بزمن طويل؟ قلت : هذه
التوصية قديمة ، ولم تزل توصاها كل أمة على لسان نبيهم ، فكأنه قيل :ذلكم وصّيناكم
به يا بني آدم قديما وحديثا ، ثم أعظم من ذلك أنّا آتينا
نام کتاب : إعراب القرآن الكريم وبيانه نویسنده : الدرويش، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 280