32 الوزير عبيد اللّه بن سليمان يبيح جزءا من مال الدولة لأحد صنائعه‌

حدّثني أبو الحسين بن عيّاش، قال: حدّثني شيخ من شيوخنا، ذكره هو، و قد غاب‌ [1] عنّي اسمه‌ [2] ، قال: حدّثني أبو عبد اللّه بن أبي عوف‌ [3] ، قال:

استتر عندي، عبيد اللّه بن سليمان‌ [4] ، فدخلت إليه يوما، في حجرة كنت أفردتها له من داري، فقام إليّ، فقلت له ممازحا كما جرى على لساني: يا سيّدي اخبأ لي هذا، إلى وقت انتفع به فيه.

قال: فلمّا كان بعد مدّة، انتقل من عندي، فما مضت الأيّام حتى ولي الوزارة.

فقال لي أهلي: لو قصدته، و كانت حالي إذ ذاك صغيرة.

فقلت لهم: لا أفعل، أنا في ستر، و قصدي له الآن كأنّه اقتضاء

[1] في ب: ذهل.

[2] في ب: اسم القاضي، و التصحيح من ط.

[3] أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية بن أبي عوف المروزي، إليه ينسب شارع ابن أبي عوف، المسلوك فيه إلى نهر القلاءين، جاء في المنتظم 6/90 أنه كان عفيفا ثبتا، و كانت له حال من الدنيا واسعة، و له منزلة من السلطان و اختصاص بالوزير عبيد اللّه بن سليمان و مودة في نفس العوام، توفي في السنة 297.

[4] عبيد اللّه بن سليمان بن وهب، وزير المعتمد على اللّه و المعتضد، و كان أبوه وزير المهتدي و أحد عقلاء العالم و ذوي الرأي منهم، أصلهم نصارى و أسلموا و خدموا في الدواوين، و كان عبيد اللّه بن سليمان من كبار الوزراء و مشايخ الكتاب، و كان بارعا في صناعته حاذقا ماهرا لبيبا جليلا، توفي في السنة 288. (الفخري 247 و 254)