و قال الزبير:
جبلوا على إكرام مبغضهم # و على التّهاون بالذي يهوى
تأسّف من هجر محبوبه
قال شاعر:
لو كنت عاتبة لسكّن عبرتي # أملي رضاك و زرت غير مجانب
لكن مللت فلم تكن لي حيلة # صدّ الملول خلاف صدّ العاتب
قال البحتري:
و كنت أرى أنّ الصّدود الذي مضى # دلال فما أن كان إلا تجنّبا
فوا أسفي حتى م اسأل مانعا # و آمن خوّانا و أعتب مذنبا
عدم الثقة بالمحبوب
قال المجنون:
فأصبحت من ليلى الغداة كقابض # على الماء خانته فروج الأصابع
و له:
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر # مع الصّبح في أعقاب نجم مغرب
شكوى الحبيب لهجرانه بعد ذهابه
:
أبكى الذين أذاقوني مودّتهم # حتّى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
قال ابن الجهم:
أزحن رسيس القلب عن مستقرّه # و ألهبن ما بين الجوانح و الصدر [1]
ألا قبل أن يبدو المشيب بدأنني # بيأس مبين أو جنحن إلى الغدر
و قال جرير [2] لبعض من صحبه: من أشعر العرب؟قال: كثيّر في قوله:
و أدنيتني حتّى إذا ما ملكتني # بقول يحلّ العصم سهل الأباطح [3]
تناءيت عنّي حين لا لي حيلة # و غادرت ما غادرت بين الجوانح [4]
قال بل قول هشام:
أشرعت لي موردا أعيت مصادره # فلست أدري أ أمضي فيه أم أقف
[1] رسيس: ثبات و صمود.
[2] جرير: شاعر أموي ولد في اليمامة. كنيته أبو حزرة امتاز بالهجاء و لا سيّما هجو خصميه الأخطل و الفرزدق و قد كوّن معهما المثلث الأموي.
[3] الأباطح: جمع بطحاء، مسيل واسع فيه رمل و دقائق الحصى.
[4] تناءيت: تعمّدت الابتعاد.