responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 75

فذاك يقول منك السير عنه # و تلك تقول منك الاعتزام‌ [1]

التحذير من مفارقة الحبيب‌

أ ترحل طوع النفس عمّن تحبّه # و تبكي كما يبكي المفارق عن قهر

أقم لا تسر و الحزن عنك بمعزل # و دمعك باق في مآقيك لا يجري‌

الندم على مفارقته‌

قال المهلّبي:

من ذا ألوم أنا جنيت فراق من أبكي عليه‌

و قال قيس بن ذريح‌ [2] :

ندمت على ما فات منّي فقدتني # كما ندم المغبون حين يبيع

فقدتك من قلب شعاع فإنّني # نهيتك عن هذا و أنت جميع‌ [3]

قال المجنون:

فإن ترجع الأيام بيني و بينها # بذي الأثل صيفا مثل صيفي و مربعي‌ [4]

أشدّ بأعناق النّوى بعد هذه # مرائر إن جاذبتها لم تقطع‌ [5]

من ارتحل عنه فأسرع العود شوقا إليه‌

قيل لجميل: أ ما سمعت قول ابن عمك زهير بن حباب:

إذا ما شئت أن تسلو خليلا # فأكثر دونه عدد الليالي

فما سلى حبيبا مثل نأي # و لا أبلى جديدا كابتذال‌ [6]

قيل: فلو نأيت عنها لسلوت فخرج عنها ليلة ثم رجع و هو يقول:

أ شوقا و لمّا تمض لي غير ليلة # رويد الهوى حتّى تغبّ لياليا [7]

لحا اللّه أقواما ما يقولون إنّنا # وجدنا طوال النّأي للحبّ شافيا

خرج المهدي يريد منزل حسنة، فلما بلغ دارها و ترفعت أستارها اشتاق إلى


[1] الاعتزام: مصدر اعتزم الأمر و على الأمر، أي أراد فعله.

[2] قيس بن ذريح: من شعراء المدينة اشتهر بحبّ لبني بنت الحباب. برع في فن التشبيب و أجاد في وصف لوعة الفراق. مات سنة (687 م) .

[3] من قلب شعاع: أي من قلب بدّده الخوف.

[4] ذو الأثل: موضع-المربع: موضع الإقامة في الرّبيع.

[5] المرائر: جمع مريرة و هي عزّة النفس.

[6] سلى الحبيب: نسيه-النأي: البعد-أبلى الجديد: جعله باليا، أفناه.

[7] رويد: مصدر أرود مصغرا، أي مهلا-تغب الليالي: تتمهّل.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست