و لابسة ثوبا من الخزّ أدكنا # و من أخضر الديباج رانا و معجرا
مقلّدة في النّحر سبحة عنبر # على أنّها لم تلتمس أن تعطرا
لها مقلتا جزع يمان تحمّلت # جفونهما من موضع الكحل عصفرا
مطرزة الكمّين طرزا تخالها # بتقويمها من حلكة الليل أسطرا
و قال ابن طباطبا في وصفه في المجلس:
و مسجن يهوى القتال ممنع # عن قرنه ذي صرخة و دعاء
بادي التململ خلف حائط سجنه # حب البراز مجيب كلّ نداء
في مجلس ضنك يودّ لو أنه # لاقى مبارزة بجنب فضاء
فقد السّلاح فجال أعزل جولة # و مضى إلى الهيجاء ذا خيلاء
في حلّة دكناء قد رفعت له # من جانبيه بيمنة السّيراء [2]
متشمّرا متبخرا متكبّرا # متطوّقا بعمامة سوداء
الديك و الدجاج
يوصف الديك بالشجاعة و الصبر و القوة على السفاد و السياسة للإناث، و يأخذ الحبّ فيلقيه إلى الأناث، و به عنى قولهم أسمح من لاقطة. فإذا هرم لم يفعل ذلك و قال ثمامة:
إن ديكة مرو تطرد الدجاج عن الحبّ لطبع البلدة و عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لا تسبوا الديكة فإنها تدعو إلى الصلاة. و روي عنه أيضا أنه قال: إنّ مما خلق اللّه تعالى ديكا عرفه تحت العرش و براثنه في الأرض السفلى إذا ذهب ثلثا الليل ضرب بجناحيه و قال: سبّوح قدّوس، فعند ذلك تضرب الديكة أجنحتها و تصيح.
و قيل: إنما لا يطير لأنه اجتمع مع الغراب عند خمار يشربان فأخذا منه خمرا فشرباه فذهب الغراب ليحمل الثمن و ترك الديك مرتهنا فعلق الرهن فقصه الخمار و من العجائب ذو ريش أرضي و ذو جلد هوائي يعني الديك و الخفاش.