بها العين و الآرام يمشين خلفة # و أطلاؤها ينهضن من كلّ مجثم
و قال آخر:
فأدبرن كالجزع المفصّل بينه # بجيد معمّ في العشيرة مخول
الزرافة
تكون بأرض النوبة و تسمى بالفارسية اشتركا و بلثك كأنه بقرة نمر و زعموا أنها ولد النمرة من الجمل. و لو جعلوا الفحل النمر و الأنثى الناقة كان أقرب في الوهم فللزرافة خطم الجمل و جلد النمر و رأس الإبل، و ظلفها.
و الزرافة طويلة اليدين منحنية إلى مآخرها و ليس لرجليها ركبتان و هذا كقولهم كاوميش لما أشبه الثور و الكبش و اشترمرك لما أشبههما لأن بين هذين الجنسين تلاحقا.
الفيل
الفيل و الزندفيل جنسان كالبخت و العراب، و كالبقر و الجاموس و كالخيل و البراذين.
و هي لا تنتج عندنا و لا تنبت أنيابها و زعمت الهند إنّ نابي الفيل قرناه و خرجا من الحنك أعقفين، و يدل على ذلك أنه مصمت الأعلى مجوف الأسفل كالقرن. و أنه لا يعضّ به، و إنما يستعمله استعمال القرن.
و أصل لسان كل حيوان إلى داخل و أصل لسان الفيل إلى خارج.
و قالت الهند لو لا أن لسان الفيل مقلوب لتكلم و خرطومه أنفه و به يوصل الطعام إلى جوفه. و هو بين الغضروف و العصب. و به يقاتل و متى اغتلم لم يملك، و عاد وحشيا و أكبر الأيور أيره قال:
لما بصرت بأير الفيل أذهلني # عن الحمير و عن تلك البراطيل
[1] المكتنز: من الاكتناز و هو تجمّع اللحم و الامتلاء-العبل: الممتلئ.