نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 701
العاقر الرمل
قال النابغة:
كأنّ رحلي و قد زال النهار بنا # بذي الجليل على مستأنس وحد
من وحش و جرة موشى أكارعه # طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد [1]
و قال آخر:
و انقضّ كالدريّ يتبعه # نقع يثور تخاله طنبا
و قال الطرماح:
يبدو و تضمره البلاد كأنّه # سيف على شرف يسلّ و يغمد
و قال لبيد في سرعته:
يشقّ خمائل الدهنا يداه # كما لعب المقامر بالفيال [2]
و قال آخر:
يقابل الريح روقيه و كلكله # كالهرّ في تنحي ينفخ الفحما
و يقال به داء الظباء إذا لم يكن به داء كأن جعفر بن سليمان أحضر على مائدته بالبصرة يوم زاره الرشيد البان الظباء و سلاها و سمنها، فاستطاب طعمها فسأله عن ذلك فغمز جعفر بعض الغلمان فأطلق عن ظباء معها خشفانها فمرت في عرصة الدار تجاه عينه مقرّطة مخضّبة قال أبو ذؤيب:
فما أمّ خشف بالفلاة مشدن # تنوش البرير حيث نال اهتصارها
موشّحة بالطرتين دنا لها # جنى أيكة تصفو عليها قصارها
و قال ذو الرمّة يصف ظبيّة تصون خشفها:
إذا استودعته صفصفا أو صريمة # نحّته و نصّت جيدها بالمناظر
حذارا على وسنان يصرعه الكرى # بكلّ مقيل عن ضعاف فواتر
و تهجره إلا اختلاسا بطرفها # و كم من محبّ رهبة العين هاجر
و قال:
رأت مستخيرا فاسترابت بشخصه # بمحنية يبدو لها و يغيب
يعني بالمستخير الصائد الذي يخور خور الغزال فإذا التفتت الظبية علم أنها مغزل، فيطلب غزالها.
[1] وجرة: واد في أرض العرب-طاوي المصير: ضامر-الصيقل: شحّاذ السيوف.
[2] الدهنا: مخفّف الدّهناء، و الدّهناء صحراء جزيرة العرب الجنوبيّة و هي المعروفة بالربع الخالي-الفيال:
مخفّف الفئال و هي لعبة قوامها دفن شيء في التراب ثم قسمه نصفين و السؤال عن الشيء الدفين في أي القسمين يكون، و اللعب بالفئال كان معروفا عند عرب الجاهلية.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 701