و شعثاء غبراء الفروع منيفة # بها توصف الحسناء أو هي أجمل
دعوت بها أبناء ليل كأنّهم # إذا أبصروها معطشون قد أنهلوا
و قال الجريمي:
نار كهادي الشقراء نافرة # تركض من حولها أشافرها
النيران التي جعلها اللّه تعالى آية
كانت بنو إسرائيل إذا قرّب أحدهم قربانا مخلصا للّه، نزلت نار فتأكله و متى لم تنزل النار و بقي القربان على حالته دلّ على أن صاحبه مدخول النيّة. و هذه النار هي التي اقترحوها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فحكى اللّه عنهم: اَلَّذِينَ قََالُوا إِنَّ اَللََّهَ عَهِدَ إِلَيْنََا أَلاََّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتََّى يَأْتِيَنََا بِقُرْبََانٍ تَأْكُلُهُ اَلنََّارُ[2] (الآية) و قيل إن الحجّاج لما جنّق [3] الكعبة جاءت نار فوقعت في المنجنيق فأحرقته فامتنع أصحابه من الرمي، فقال الحجّاج: إن هذه نار القربان دلّت على أن فعلكم متقبّل. و من ذلك، النار التي قصدها موسى فكانت سبب نبوّته [4] و منه نار إبراهيم التي صارت بردا و سلاما [5] و منه نار الحرّتين [6] . و ذلك أنه ظهر
[1] عند الامتلاء: أي عند الشبع و امتلاء البطن أو المعدة بالطعام.
[4] قوله: النار التي قصدها موسى، إشارة إلى الآية رقم 10 التي وردت في سورة طه و نصّها: إِذْ رَأىََ نََاراً فَقََالَ لِأَهْلِهِ اُمْكُثُوا ... لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهََا بِقَبَسٍ .
[5] قوله: نار إبراهيم إشارة إلى الآية الكريمة: قُلْنََا يََا نََارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاََماً عَلىََ إِبْرََاهِيمَ [الأنبياء: 69].
[6] نار الحرّتين: الحرّة: أرض ذات حجارة نخرة سود كأنّها أحرقت بالنّار.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 656