responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 657

في حرة بلاد بني عبس نار تسطع باللّيل و النهار، و يظهر دخانها بالنهار، و كانت طي‌ء تنقش فيها الإبل من مسيرة ثلاث. و ربما ندرت منه عنق فتحرق ما تأتي عليه، فبعث اللّه خالد بن سنان و هو أول ولد إسماعيل عليه السلام، و لم يكن في أولاده غيره فاحتفر لها بئرا ثم أدخلها فيه و الناس ينظرون، و هو يقول: كذب ابن راعية المعزى لأخرجن منها و جبيني يندى. ثم لما حضرته الوفاة قال إذا دفنتموني فاحضروا بعد ثلاث، فإنكم ترون عيرا أبتر يطوف بقبري، فإذا رأيتم ذلك فانبشوني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فلما حضروا بعد الثلاث و رأوا العير، اختلفوا قال ابنه: لا أفعل إني أدعى إذا ابن المنبوش. و قدمت ابنته على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: هذه بنت نبيّ ضيّعه قومه، و بسط لها رداءه. و قيل: سمعت‌ قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ فقالت: كان أبي يتلو هذه السورة و المتكلمون‌ [1] ينكرون ذلك. فإن اللّه تعالى يقول: وَ مََا أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ إِلاََّ رِجََالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ اَلْقُرى‌ََ . و خالد كان من الفدادين أعرابيا من أهل الوبر. و ما بعث اللّه نبيا قط إلا من أهل القرى و سكان المدن.

النيران المعبودة المعظّمة

أما النار العلوية فقد عبدت. قال اللّه تعالى: وَجَدْتُهََا وَ قَوْمَهََا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اَللََّهِ [2] و قد يجي‌ء في الأثر و سنة بعض الأنبياء تعظيما على جهة المحنة و إيجاب الشكر على النعمة.

و يزعم أهل الكتاب أن اللّه تعالى أوصاهم و قال: لا تطفئوا النيران من بيوتي و أما المجوس فقد جاوزوا الحدّ حتى اتخذوا لها البيوت و السدنة [3] و الوقوف‌ [4] الكثيرة.

نيران كانوا يوقدونها في أوقات مختلفة

إذا أرادوا حربا و قصدوا جمعا، يوقدون نارا عظيمة يجعلونها أمارة [5] لاجتماعهم، قال عمرو بن كلثوم:

و نحن غداة أوقد في خزازي # رفدنا فوق رفد الرافدينا [6]

و قال الفرزدق:

ضربوا الصنائع و الملوك و أوقدوا # نارين أشرفنا على النيران‌


[1] المتكلمون: علماء الكلام الذين يدافعون عن قضايا الدين بالأدلّة العقليّة.

[2] القرآن الكريم: النمل/24.

[3] السدنة: خدم الكعبة أو خدم بيت صنم، جمع سادن.

[4] الوقوف: جمع وقف و هو حبس العين على ملك الواقف، أو على ملك اللّه و التصدّق بالمنفعة.

[5] الأمارة: العلامة.

[6] خزازى: أي يوم خزازى و هو من أيام العرب.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست