الحثّ على إجمال المعاشرة في السّفر
قيل: لا تحمدنّ امرأ حتّى تجربه في معاملة أو سفر. و قيل: السفر ميزان القوم.
و قيل: سمّي السفر سفرا لأنه يسفر عن الأخلاق المحمودة و المذمومة.
و قال العطوي:
أكرم رفيقك حتّى ينقضي السفر # إنّ الذي أنت مولاه سينتشر
و لا تكن كلئام أظهروا ضجرا # إن اللئام إذا ما سافروا ضجروا
و قال أبو دلف:
و ممّا يسكن قلب الغريب # رفيق تطيب به الصّحبة
و أراد الحسن الحجّ فقال له ثابت: نصطحب، فقال: دعنا نتعايش بستر اللّه إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت [1] عليه.
الكثير التقلّب في البلدان
مدح بعضهم رجلا فقال: يدّرع الليل و يستحقر السير، فيظل بموماة [2] و يمسي بغيرها:
أسير في الآفاق من مثل
و قال البحتري:
تقاذف بي بلاد عن بلاد # كأنّي بينها خبر شرود
و قال آخر:
و ذاك تروك للفراش الممهّد
و قال أبو تمّام:
خليفة الحضر من يربع على وطن # في بلدة فظهور العيس أوطاني
و أيّ بلاد لم تطأها ركائبي
المتشمّر في السّفر
قال زياد بن جميل:
مخدّمون ثقال في مجالسهم # و في الرّحال إذا صاحبتهم خدم
و قيل: فلان عبد أصحابه في السفر و سيّدهم في الحضر، و قال شاعر:
و عبد للصّحابة غير عبد
و قال هشام لرجل أراد سفرا: أخدم أصحابك و إيّاك أن تكون كلبهم، فإن لكل رفقة
[1] نتماقت عليه: نتباغض بسببه.
[2] الموماة: الفلاة الواسعة لا ماء فيها.