responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 645

و قال بزرجمهر: السعيد يتبع الرزق، و الشقي يتبع مسقط الرأس، أخذه من قال:

ذو اللبّ تنزع للرفاعة نفسه # و ترى الشقيّ نزوعه للموطن‌ [1]

و قال المتنبّي:

و ما بلد الإنسان غير الموافق # و لا أهله الأدنون غير الأصادق‌

قال أبو نواس: دخلت دار السلطان بمدينة السلام، فرأيت أبا دلف الكرخي متعلقا ببعض ستائر الخاصة، و هو يقول:

طلب المعاش مفرّق # بين الأحبّة و الوطن

و مصير جلد الرجا # ل إلى الضّراعة و الوهن

حتّى يقاد كما يقا # د النضو في ثني الرسن

ثم المنية بعده # فكأنّه ما لم يكن‌

فقلت: أيها الأمير لو صرت إلى حجرتي، لأنشدتك بيتين يسليانك فجاء معي فأكل و شرب و قال: هات ما عندك فأنشدته:

إذا كنت في أرض عزيزا و إن نأت # فلا تكثرنّ منها نزاعا إلى الوطن

فما هي إلا بلدة بعد بلدة # و خيرها ما كان عونا على الزمن‌

فسرّي عنه و حباني مالا جمّا.

إيثار العسر في الوطن على اليسر في الغربة

قيل: عسرك في وطنك أطيب من يسرك في غربتك. و قيل: إذا وجدت بعض القوت فالزم قعر البيوت. و قيل: احفظ بلدا ربّاك. و قيل: بلد أغذيت فيه السلامة فلا تزايله‌ [2]

و قال:

و إن اغترابي كي أنال معيشة # و فضل غنى للوارثين خسار

ذمّ الخروج عن الوطن‌

قيل الغربة ذلّة و كربة. و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من رضي بالذل فليس منّا. و قيل السفر سقر، و لكن غلط باسمه. و قيل السفر شعبة من جهنم، و لذلك قيل: لو لا فرحة الأوبة لعذبت بالسفر.

و قال التنوخي:

مسير دعاه الناس سيرا توسّعا # و معنى اسمه إن حقّقوه إسار


[1] تنزع نفسه: تحنّ و تشتاق.

[2] لا تزايله: لا تفارقه و لا تتركه إلى سواه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 645
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست