و قال:
استودعت نشرها الريّاح فما # تزداد إلا طيبا على القدم
دار تفانى سكانها
قال ذو الرمّة:
منازل ألاّف أتى الدهر دونهم # و ما الدّهر و الألاف إلا كذلك
و قال أعرابي:
تشكو إليّ الدار فرقة أهلها # و عندي ما بالدار من فرقة الأهل
أخذه محمد بن حبيب فقال:
طللان طال عليهما الأمد # درسا فلا علم و لا قصد
لبسا البلى فكأنّما وجدا # بعد الأحبّة مثل ما أجد
محاورة الديار و مجاوبتها
وقفت على ربع لميّة ناقتي # فما زلت أبكي عنده و أخاطبه
و أسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه # تخاطبني أحجاره و ملاعبه
البكاء في الديار الدارسة
قال بشّار:
وقفت بها صحبي فظلّت عراصها # بدمعي و أنفاسي تراح و تمطر
و قال العتابي:
منازل لم تنظر بها العين نظرة # فتقلع إلا عن دموع سواكب
و قال الصمة:
أخادع عن أطلالها العين إنه # متى تعرف الأطلال عنك تذيع
المنع من البكاء عليها و مساءلتها
قال البحتري:
لا تقفي على الدّيار فإنّي # لست من أربع و رسم محيل [1]
في بكائي على الأحبّة شغل # لأخي اللهو عن بكاء الطلول
و قال أبو نواس:
يا كثير النّوح في الدّمن # لا عليها بل على السكن
[1] الرسم المحيل: الدارس.