استبدال الدار بأهلها الوحوش
قال بعضهم:
عهدت بها وحشا عليها براقع # و هذي وحوش أصبحت لم تبرقع
و قال الوائلي:
فكم آنس بدّلت منه بنافر # و حالي الشوى بدّلت منه بعاطل [1]
و قال أبو سعيد الرستمي:
ظباء سرت بالأبطحين عواطلا # و كنت أراها في الرعاث و في الحجل [2]
الدار المتغيرة بالرياح
قال ذو الرمّة:
رسوم كساها لون أرض غريبة # سوى أرضها منها الهباء المغربل
و قال النابغة:
كأنّ مجرّ الراسيات ذيولها # عليه قضيم نمّقته الرواسم [3]
و قال:
و أربت بها الأرواح حتّى كأنّما # تهادين أعلى رتبة بالمناخل
و قال الحماسي:
تعفوه بالغدوّ و الأصائل # كلّ هدوج ذات ذيل ذائل
كأنّما ينخل بالمناخل
و قال التنوخيّ:
كأن ارتجاس الريح في جنباتها # إذاعة شكوى أو سرار تعاتب
استطابة أرض المحبوب
قل بعض الأعراب:
أرى كلّ أرض دمنتها و إن مضت # لها حجج تزداد طيبا ترابها
و قال النميري:
تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت # به زينب في نسوة خفرات [4]
[1] الشوى: ما هو ليس مقتلا من الأعضاء، و الشوى رذال المال.
[2] الرعاث: القرط، جمع رعث.
[3] القضيم: السيف، و الصحيفة-الرواسم: جمع روسم و هو الخاتم و ما يطبع به الطين، و الرواسيم: كتب كانت في الجاهلية.
[4] النسوة الخفرات: الحييات.