دار خلت عن كثب
أنشد أحمد بن أبي طاهر:
أما الطلول فمخبرا # ت أنّهم ظعنوا قريبا
لم يعفها مطر و لم # تسف الرياح بها كثيبا
وطء النّعال و أثر مفـ # ترش و مغتسلا رطيبا
الأطلال اللائحة
مرّ الفرزدق بمؤدب ينشده صبي قول لبيد:
و جلا السيول عن الطلول كأنّها # زبر تجد متونها أقلامها [1]
فنزل و سجد فقيل: ما هذا؟فقال: أنتم تعرفون سجود القرآن، و أنا أعرف سجود الأشعار. و هذا البيت موضع سجدة.
و قال طرفة:
يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
قال أبو نواس:
لمن طلل تزداد حسن رسوم # على طول ما أقوت و طيب نسيم
تجافى البلى عنهنّ حتّى كأنما # لبسن على الإقواء ثوب نعيم
و قال البحتري:
دمن موائل كالنّجوم و إن عفت # فبأيّ نجم للصّبابة تهتدي
و قال مخلد الموصلي
لم تجر فيها الصّبا إلا مسلمة # و لم يشن وجهها الأرواح و الدّيم
عرفان المركوب المحال المعهودة
قال المتنبّي:
مررت على دار الحبيب فحمحمت # جوادي و هل تشكو الجياد المعاهد [2]
و ما تنكر الدهماء من رسم منزل # سقتها ضريب الشول فيه الولائد [3]
و قال السلامي:
أنا المشوق فما للخيل و الإبل # تحنّ قبلي إذا مرّت على طلل
[1] الزبر: الكتب، جمع زبور.
[2] حمحم: ردّد صوته إذا رأى من يأنس به.
[3] الولائد: جمع وليدة و هي الخادمة أو الأمة أو المولودة.