و قال معلى الطائي:
لبسن البلى حتّى كأن رسومها # طعمن الهوى أو ذقن هجر الحبائب
و قال:
هو ملقى على الطّريق اللّيالي
و ذكر أعرابي قوما فقال: كانوا بدور جموع و جمال ربوع، فصارت منازلهم معتصر الدموع، جرت بها: الريح أذيالها و حطت بها الغيوث أثقالها و سلبتها الأيام جمالها.
البالية بالمطر
قال ماتي:
المزن يمحو بكفّ ماله قلم [1]
رهينة أرواح و صوب رعود
و قال بشّار:
و أبدي البلى فيها سطورا مبيّنة # عباراتها أنّ كلّ بيت سيدثر [2]
و قال ابن المعتز:
و حيطان كشطرنج صفوف # فما تنفكّ تضرب شاه ماتا
أرى سرّمرا مذ سنين كثيرة # تزيد خرابا كلّ يوم و تذبل [3]
كأنّ بها داء دخيلا فجسمها # على ما بها من سقمها يتسلّل
دار شوهد منها النعيم
قال:
لعهدي به و السّعد في جنباته # و ثغر نعيم الخفض يبدي تبسّما
استقباح المنزل لارتحال الحبيب عنه
قال سليمان المحاربي:
إذا لم تكن ليلى بنجد تغيّرت # محاسن دنيا أهل نجد و طيبها
فما أحسن الدنيا و في الدا # ر خالد و أقبحها لمّا تجهّز غازيا
و قال علي بن محمد:
إنّما الدار بالحلول فإن هم # فارقوها فحيث حلّوا الديارا
[1] المزن: السحاب الممطر.
[2] سيدثر: الدثور: الزوال و الفناء.
[3] سرمرا: أي سرّ من رأى أو السامراء و هي مدينة في شمال العراق.