قال آخر:
عذارى يباثثن الحديث المكتّما
و قال آخر:
كالطامح المتمائل المتكسّر
الطلّ على الأرض
قال جحظة:
لم يبق في الأرض زهر يشتكي مرّها # إلا و ناظره بالطلّ مكحول
و قال:
كأنّ بقاء الوبل في جنباتها # بقية دمع فوق خدّ مورّد
يطلّ كرشح فوق خدّ مورّد [1]
فشنف أرضه دررا # و نظّمها النّدى شذرا
قال الحمدوني:
إذا لطم الوسميّ أحداق روضها # بكين معا باللؤلؤ المتفرّد
و شابت رءوس غصون الجنان # و ما ذلك الشيب إلا الشباب [2]
ترنّم الأطيار أيام الربيع
قال إبراهيم بن ساوة:
و الطير في وكناتها محتلة # فمرنم و مزمزم و مغرّد [3]
فكأنّها تحكي الغريض و معبدا # أو كاد يحكيها الغريض و معبد
قال أبو القاسم بن العلاء:
كأنّ صوادح الأطيار فيها # جوار و الغصون لها ستائر [4]
أخذه من الخباز البلدي حيث قال:
كأنّ القماري و البلابل بينها # قيان و أوراق الغصون ستائر [5]
قال ابن المعتز:
إني لأعجب من حمائمها # كيف اهتدين لمعرب محض
[1] الطلّ: الندى.
[2] شابت رءوس الغصون: كناية عن الزّهر، شبّهه بالشيب و اعتبره شبابا للطبيعة من عطاء الربيع.
[3] الوكنات: جمع وكنة، و هي عشّ الطائر.
[4] الطيور الصوادح: المغرّدة.
[5] القماري: الحمائم.