responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 55

فقلت إذ لام فيه # هلاّ نظرت بعيني‌ [1]

و قال الأصمعي: سألني الرشيد عن حقيقة العشق فقلت: أن يكون البصل منها أطيب من المسك من غيرها.

عذر من أحبّ قبيحا

قيل لرجل: لم اخترت من جواريك أقبحهنّ؟فقال: لأن الهوى ليس نخّاسا [2]

فيختار أثمنهنّ. و قال رجل للجماز: ابتلاك اللّه بحب فلانة و إنّها لامرأة قبيحة. فقال يا أحمق لو ابتلاني اللّه بحبها لكانت كالحور العين عندي، و لكن ابتلاك بأن تكون في بيتك و أنت تبغضها و لا يمكنك التخلّص منها. و قيل لرجل: اخترت فلانة مع قبحها فقال: لو صحّ لذي الهوى اختيار لاختار أن لا يعشق و قيل: العين إذا أبصرت الهوى عميت عن الاختيار.

من جعل محبوبه كمعبوده‌

مذهب الحلوليين‌ [3] معروف فيما يدّعونه-تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا-قال شاعر:

لما رآه النصارى لا شبيه له # و شاهدوه بأسماع و أبصار

خرّوا سجودا و قالوا حلّ ثانية # في صورة الأنس ذاك الواحد الباري‌

و قال آخر:

أفدي بنفسي من بدر على غصن # تكاد تأكله عيناي بالنظر

إذا تفكّرت فيه عند رؤيته # صدّقت قول الحلوليين في الصور

هوى ثبت في الصغر و بقي على حالته في الكبر

كل هوى ثبت في الصغر فهو كالنّقش في الحجر، لا تغيّره الأحوال و لا تبدّله الأعوام. قال ابن الطثريّة:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى # فصادف قلبا خاليا فتمكّنا

و قال:

و علقت ليلى و هي ذات ذوائب # تردّ علينا بالعشيّ المراميا [4]


[1] يدعو الشاعر من أبغض حبيبا له أن يراه بعينه أي عين محبّه لأن عين المحبّ لا ترى المساوئ.

[2] نخّاسا: النخّاس: بائع العبيد.

[3] مذهب الحلوليين: هو مذهب بعض المتصوفين الذين يعتقدون بأن الذات الإنسانية يمكن أن تحلّ في الذات الإلهية عند ما تتّحد بها، و السبيل إلى ذلك العبادة و الزهد و الارتفاع فوق شهوات المادّة.

[4] الذوائب: الضفائر جمع ذؤابة-المرامي: الأغراض، جمع مرمى.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست