نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 516
كلموهم نزرا و أطعنوهم شزرا و لا تقبلوا لهم عذرا، أقصروا الأعنّة و اشحذوا الأسنّة و كلوا القريب يرهبكم البعيد. و لما حضرت الفرزدق الوفاة قال لقومه:
أروني من يقوم لكم مقامي # إذا ما الأمر جلّ عن العتاب [1]
إلى من تفزعون إذا حثيتم # بأيديكم عليّ من التراب [2]
فقالت مولاة له: إلى اللّه تعالى، فقال: أ تتكلمين على غيري، و أنت تعيشين في مالي؟أمحو اسمها و كتبها من الوصية.
و قيل للحطيئة: أوص يا أبا مليكة، قال: نعم أخبروا الشمّاخ أنه أشعر العرب، فقيل أوص للمساكين، فقال: أوصيهم بالإلحاف في المسألة، قيل: أعتق عبدك فلانا، قال: هو عبد ما بقي على ظهر الأرض و عتيق إذا صار في بطنها، فقيل: أوص فإن لك بنات قال:
مالي للذكور دون الإناث، فقالوا له: إن اللّه لم يقل كذا قال: أنا أقوله، قيل: فأوص للأيتام بشيء، قال: كلوا أموالهم و انكحوا أمهاتهم. ثم قال: احملوني على حمار فإنه لم يمت عليه كريم قط، و ويل للشعر من رواة السوء.
و كان دريد بن الصمة قد عاش أربعمائة سنة فلما نزل به الموت قال لولده: أوصيكم بالناس شرا، طعنا لزا و ضربا أزا، و إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة، أقصروا الأعنة و أطيلوا الأسنة و أرعوا الكلأ، ثم قال:
قال إسماعيل بن قيس: دخلنا على معاوية في مرضه الذي مات فيه، فقال: هل الدنيا إلا ما جربنا لوددت أني لا أقيم فيكم ثلاثا حتى ألقى اللّه، فقلنا: إلى رحمة اللّه.
فقال: إلى ما شاء اللّه. إني لم آل فيكم إذ وليتكم فإن اللّه لو كره أمرا غيّره. قال ابن عيينة: هذا و اللّه الاغترار، أ لم تكن مقاتلته عليا و قتله حجرا و بيعته ليزيد مما يكره اللّه تعالى؟
من أحبّ الموت و ذكر نفعه و مضرّته
قال عبد اللّه بن مسعود: ما من نفس حيّة إلا و الموت خير لها إن كان برا فإن اللّه تعالى يقول: وَ مََا عِنْدَ اَللََّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرََارِ[5] ، و إن كان فاجرا فإن اللّه تعالى يقول: وَ لاََ