responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 515

و أوصى الشبلي رحمه اللّه أن يكتب على قبره: تركت الجنة و ليس لها قيمة و تعلقت بالدنيا و ليس لها بقاء، و ضيعت العمر و ليس له بدل، و اتبعت النساء و ليس لهن وفاء، و جفوت الربّ و ليس منه عوض.

ذمّ من امتنع من التّوبة عند موته‌

اعتل أعرابي فقيل له: لو تبت، فقال: لست ممن يعطي على الذلّ إن عافاني اللّه تبت و إلا مت هكذا. و قيل للحجّاج: أ لا تتوب؟فقال: إن كنت مسيئا فليست هذه ساعة التوبة، و إن كنت محسنا فليست ساعة الفزع.

ذمّ من أوصى بما ليس له من ماله‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إن لك من مالك الثلث و الثلث كثير. و قال: لا نذر في معصية اللّه و لا وصية في مال الغير. و قيل لميمون بن مهر: إنّ رقية أعتقت كل مولاة لها عند موتها فقال: إنهم يعصون في أموالهم مرتين، يبخلون بها و هي في أيديهم حتى إذا صارت لغيرهم أسرفوا فيها.

الحثّ على أن يكون الإنسان وصيّ نفسه‌

.

قيل: كن وصيّ نفسك و لا تجعل الرجال أوصياءك و اعلم صدق الذي يقول:

و لا يغررك من توصي إليه # فقصر وصية المرء الضياع‌

و في الزهديات بعض ما أوصى به الصّالحون‌

ذكر الحسن عن بعضهم لمّا حضرته المنية قيل له: أوص. فقال: أوصيكم على المحافظة بآخر سورة النحل: إِنَّ اَللََّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [1] . و قيل لهرم بن حيّان: أوص. قال: مالي من مال فقد صدقتني في الحياة نفسي، و لكني أوصي بخواتيم سورة البقرة.

و قيل لعمر بن عبد العزيز: أوص لبنيك. فقال: أوصي بهم الذي أنزل الكتاب و هو يتولّى الصالحين.

من أوصى بشرّ عند موته و ذكر قساوة قلبه‌

لما حضرت وكيعا الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ إن قوما سيأتونكم قد قرّحوا جباههم و عرّضوا لحاهم يدعون أن لهم عند أبيكم دينا فلا تقضوهم فإن أباكم قد حمل من الذنوب ما إن غفرها اللّه له لم تضره هذه و إلا فهي معها.

و لما حضرت سعد بن زياد الوفاة جمع ولده و قال: يا بني أوصيكم بالناس شرا


[1] القرآن الكريم: النحل/128.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست