responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 517

يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدََادُوا إِثْماً [1] .

و لما حضر بشرا الموت فرح، فقيل له: تستبشر بالموت، فقال: أ تجعلون قدومي على خالق أرجوه كمقامي على مخلوق أخافه.

و قال بعضهم: لا يكره الموت إلا مريب.

و سئل فيلسوف عن الموت: فقال هو فزع الأغنياء و شهوة الفقراء، و قال المتنبّي:

نعير حلاوات النفوس قلوبنا # فنختار بعض العيش و هو حمام‌

و له:

و ما الدهر أهل أن تؤمّل عنده # حياة و أن تشتاق فيه إلى النّسل‌ [2]

و قال آخر:

قد قلت إذ مدحوا الحياة فأسرفوا # في الموت ألف فضيلة لا تعرف‌

و قال بعضهم: لا يكون الحكيم حكيما حتى يعلم أن الحياة تسترقّه و الموت يعتقه.

و قال الأخطل:

و الناس همّهم الحياة و لا أرى # طول الحياة يزيد غير خبال‌ [3]

و قال الجنيد: من كان حياته بنفسه يكون مماته بذهاب روحه فتصعب عليه، و من كان حياته بربّه فإنه ينتقل من حياة الطبع إلى حياة الأصل و هي الحياة على الحقيقة.

من تمنّى الموت‌

قيل: شر من الموت ما إذا نزل تمنيت الموت لنزوله. و قيل: خير من الحياة ما إذا فقدته أبغضت لفقده الحياة.

قال المهلبيّ:

أ لا موت يباع فأشتريه # فهذا العيش ما لا خير فيه

أ لا رحم المهيمن روح حرّ # تصدّق بالوفاة على أخيه‌

و قال المتنبّي:

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا # و حسب المنايا أن يكن أمانيا

و قال الموسوي:

آها لنفس حبست في جلدي # إن الأسير غرض بالقدّ [4]


[1] القرآن الكريم: آل عمران/178.

[2] أي شأن الدهر أن يغتال نفوس أهله، فليس بأهل لأن ترجى عنده الحياة.

[3] الخبال: من الخبل و هو فساد العقل.

[4] القد: الجلد يقيد به الأسير، أو السوط.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست