responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 493

أعددت لعيالك؟فقال نصف مالي، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ما بين الرجلين ما بين الكلمتين.

و لما استشار النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبا بكر في أساري بدر قال: قومك فيهم الآباء و الأبناء و الاخوان فامنن عليهم أوفادهم يستنقذهم اللّه بك من النار و ما أخذت منهم فهو قوة للإسلام فاستشار عمر، فقال: يا نبي اللّه هم أعداء كذبوك و حاربوك و أخرجوك، أضرب رقابهم. فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: مثل أبي بكر في الملائكة مثل ميكائيل ينزل بالرضا و الغفران و في الأنبياء بإبراهيم طرحه قومه في النار فما زاد على أن قال أف لكم و لما تعبدون من دون اللّه، أ فلا تعقلون؟و قال: فمن تبعني فإنه منّي و من عصاني فإنك غفور رحيم. و كمثل عيسى إذ يقول: أن تعذبهم فإنهم عبادك و أن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.

و مثل عمر في الملائكة كجبريل ينزل بالسخط و النقمة و في الأنبياء كنوح، حيث قال:

رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فجارا كفارا. و مثل موسى حيث قال ربنا أطمس على أموالهم و اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.

و قد أحسنا تأثيرهما في الولاية: أما أبو بكر رضي اللّه عنه فإنه لما مات النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال عمر: كيف مات النبي و اللّه تعالى يقول ليظهره على الدين كله فقام أبو بكر فقال: أيها الناس إن اللّه تعالى قد نعى إليكم نبيكم و هو حي بين أظهركم و نعاكم إلى أنفسكم فقال:

إنك ميت و إنهم ميتون فسكن الناس. و تلا: وَ مََا مُحَمَّدٌ إِلاََّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ اَلرُّسُلُ أَ فَإِنْ مََاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلى‌ََ أَعْقََابِكُمْ [1] ، ثم تلا: كُلُّ نَفْسٍ ذََائِقَةُ اَلْمَوْتِ* و كُلُّ مَنْ عَلَيْهََا فََانٍ [2] ثم قال: ليظهر اللّه دينه و يتم نوره.

و أمره في ارتداد العرب و منعهم الزكاة معروف حيث خالف جماعة الصحابة، و قال:

لو منعوني عقالا لقاتلتهم و قال إن قبلت قولكم لا لأنقضن عرى الإسلام عروة عروة و اجتهد في تجهيز جيش أسامة، و خالفه الصحابة. فقال: لو بقيت وحدي حتى تأكلني الكلاب ما أخرت جيشا. أمر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بإنفاذه و الوحي ينزل عليه. و أما عمر رضي اللّه عنه فإنه فتح الفتوح و دوّن الدواوين و فرض العطية و مصّر الأمصار وجبى الفي‌ء و بلغت خيله أفريقية و أوطأ خيله خراسان و كرمان و أزال ملك بني ساسان، و لما طعن قيل له: أ لا تستخلف؟فقال أن أترك، فقد ترك من هو خير مني يعني رسول اللّه و إن استخلف فقد استخلف خير مني يعني أبا بكر.

عثمان رضي اللّه تعالى عنه‌

كان يلقب ذا النورين، و كان ختن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على ابنتيه. قتل يوم الأربعاء لعثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين، و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة. و قيل: إنه


[1] القرآن الكريم: آل عمران/144.

[2] القرآن الكريم: آل عمران/185، و الرحمن/26.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست