نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 466
قال أنس رضي اللّه عنه: و لا و اللّه ما نرى في السماء من سحاب و لا قزعة و ما بيننا و بين سلع من بيت أو دار. فطلعت سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المستقبلة فقال: يا رسول اللّه هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع اللّه أن يمسكها عنا، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يديه فقال: اللّهم حوالينا و لا علينا، اللّهم على الآكام و الظراب و بطون الأودية و منابت الأشجار. و قال:
فانقلعت و خرجنا نمشي في الشمس.
(9) الزكاة
فضل التّصدّق و مدحه
في الخبر: الصدقة تطفئ غضب الرب و تدفع ميتة السوء. و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: ما تصدق أحد بصدقة إلا وقعت في يد اللّه قبل أن تقع في يد السائل، ثم قرأ: أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبََادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقََاتِ[1] .
و قال: استنزلوا الرزق بالصدقة. و كان أهل الصفة إذا أمسوا ينطلق الرجل بالرجل و الرجلين و سعد بن عبادة ينطلق بثمانين.
التداوي بالصدقة
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: الصدقة دواء منجح. و قال عليه الصلاة و السلام: حصنوا أموالكم بالزكاة، و داووا مرضاكم بالصدقة، و استقبلوا البلاء بالدعاء. و عاد حاتم الأصم بعض الأغنياء، فلما خرج، بعث إليه بمال، فقال: أ هذا كان فعله في الصحة؟فقيل: لا، فقال:
اللهم أدم حاله هذه فإنه صلاح الفقراء.
الحثّ على الصدقة بالقليل
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: اتقوا النار و لو بشق تمرة. و قال عليه الصلاة و السلام: لا يمنعكم من معروف صغره. و قال عليه السلام: لا تردوا السائل و لو بظلف محرق أو صلة حبل. و قال عليه السلام: لا تحقروا اللقمة فإنها تعود يوم القيامة كالجبل العظيم. ثم تلا: يَمْحَقُ اَللََّهُ اَلرِّبََا وَ يُرْبِي اَلصَّدَقََاتِ[2] . و قال عليه الصلاة و السلام: مهور الحور العين فلق الخبز و قبصات التمر.
و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: على كل مسلم صدقة. قيل: يا رسول اللّه أ رأيت لو لم يجد. قال يعتمل بيده فينفع نفسه و يتصدق. قيل فإن لم يجد، قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل فإن لم يستطع، قال يأمر بالمعروف، قيل: فإن لم يستطع، قال: يمسك عن الشر فإن له صدقة.