نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 425
المتبيّن فيه مخافة اللّه تعالى
قيل: ما رؤي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ضاحكا بعد نزول قوله تعالى: أَ فَمِنْ هََذَا اَلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ `وَ تَضْحَكُونَ وَ لاََ تَبْكُونَ[1] . و قال رجل ليونس بن عبيد: صف لي الحسن. قال: إذا أقبل فكأنما أقبل من دفن حبيبه، و إذا جلس فكأنما أمر بضرب عنقه و إذا ذكرت النار فكأنما خلقت له.
و وصف ابن عباس أبا بكر رضي اللّه عنهم فقال: كان كالطائر الحذر له في كل وجه جسد، و كان يعمل لكل يوم بما فيه و كان محمد بن المنكدر لا يرى إلا كئيبا، فقيل له في ذلك، فقال: وَ بَدََا لَهُمْ مِنَ اَللََّهِ مََا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ[2] . و قال الفضيل من علامة الشقاء جمود العين و قساوة القلب و طول الأمل. و كان يقول: حقيق على من كان الموت موعده و القيامة مورده و الوقوف و الحساب مشهده أن يطول حزنه و بكاؤه. قال مالك بن دينار في التوراة إن الرجل إذا استكمل النفاق ملك عينيه.
المستكبر ذنب نفسه و المتذمّم لفعله
قال بعض الصالحين: كم لي من ذنب لو عرف به الصديق لمقتني و لو عرف به العدوّ لهتكني و قال مطرف: ما نزل بلاء فاستعظمته إلا ذكرت ذنوبي فأستصغره. قيل لحكيم كيف أصبحت؟قال: آكل رزق ربي مطيعا عدوه. و قيل لحسان بن سنان كيف أصبحت؟قال:
أصبحت قريبا أجلي بعيدا أملي سيئا عملي. و قال أبو العتاهية:
يظنّ الناس بي خيرا و إني # لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
و قال أبو محمد الخازن:
بنعمة اللّه و في داره # عصيته جهلا و سوء اختيار
إن لم يغثني عفوه عاجلا # فإنّني و اللّه في النّار جار
الممتنع من تناول المشتهيات و المباحات
عاد مالك بن دينار جارا له فقال له: أ تشتهي شيئا فقال: نفسي تنازعني منذ أربعين سنة رغيفا أبيض و لبنا في زجاج فأتاه بهما فجعل ينظر إليهما و يقول: دافعت شهوتي عمري حتى لم يبق إلا مثل ظمأ الحمار، و مات بشهوته.
الحثّ على عبادة اللّه تعالى لا طلبا لثوابه و لا مخافة من عقابه
قال النباجي: لو لم يكن للّه ثواب يرجى و لا عقاب يخشى لكان أهلا أن لا يعصى و يذكر فلا ينسى بلا رغبة في ثواب و لا رهبة من عقاب لكن لحبه و هو أعلى الدرجات، أما