نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 424
فقال: لا يغرّنكم الإملاء فإن الإملاء من الاستدراج، و اللّه تعالى يقول: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاََ يَعْلَمُونَ `وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[1] . و كتب أيضا إلى عامل له لا تغتر بتأخير العقوبة من اللّه فإنّما يعجل خائف الفوت.
عتب طالب الرّخص
قال الأصمعي: من التمس الرخص من الإخوان عند المشورة و من الأطباء عند المرض و من الفقهاء عند الشبهة تاه و ازداد سقما و احتمل وزرا. و قيل: إذا رأيت الزاهد يتروح إلى طلب الرخص فاعلم أنه قد بدا له في الزهد.
تفضيل المذنب الخائف على الورع المعجب
الورع الوقوف مع الشرع. و قال بعضهم: الورع ترك ما حاك في صدرك. و قال بعض الصالحين: ضحك العبد و هو مشفق من ذنبه خير من بكائه و هو مدل بربه.
و قال أبو سليمان الداراني: ما عمل داود عملا خيرا من خطيئته ما زال خائفا منها حتى لحق بربه، و قال مطرف: لأن أبيت نائما و أصبح نادما خير من أن أبيت قائما و أصبح معجبا. و قال القاسم بن محمد الصوفي: إذا كان الرجل لجوجا معجبا برأيه مماريا فقد استكمل الخسارة.
و قال رجل ليحيى بن معاذ: متى أتهم قلبي؟قال إذا فارقه الخوف. و قال الخلدي:
سألت الجنيد عن الظرف، فقال: أن تعمل للّه و لا ترى أنك عملت.
و قال عاجلة في قوله تعالى: يُؤْتُونَ مََا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ[2] يخاف أن لا يقبل منهم. و قال الحسين الحلاج: من نظر إلى العمل حجب عمن عمل له و من نظر إلى من عمل له حجب عن رؤية العمل.
التّوقّي من الصّغائر
قال علي كرم اللّه تعالى وجهه: إياكم و محقرات الذنوب فإن الصغير منها يدعو إلى الكبير. و قيل: من العود إلى العود ثقلت ظهور الحطابين و من الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطائين. و قال بعض الأسديين:
ألا من لنفس بالذّنوب رهينة # قليل على مسّ العذاب اصطبارها
كفى سقما بالمرء يا أم عاصم # ركوب المعاصي عامدا و احتقارها
و سقط من يد بعض الصالحين دينار فوجده في الحال، فلم يأخذه، و قال لعله غير ديناري. و كان عمر أتي بالعشاء فأطفأ السراج، و قال: لا آكل على سراج العامة.