responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 377

ثوبي ما ستر عورتي و لا دابّتي ما حملت رحلي. و كان خزيم الناعم لم يكن يلبس في الصيف إلا خلقا [1] و لا في الشتاء إلا جديدا.

عذر من لؤم لبسه و كرمت نفسه‌

دخل النجار العذري على معاوية فازدراه. فقال: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك إنما يكلمك من فيها فملأ سمعه حكمة ثم نهض و لم يسأله شيئا فقال ما رأيت أحقر أولا و لا أكبر آخرا منه و عاتب يحيى بن خالد العتبي في خلق ثيابه، فقال: أخزى اللّه من ترفعه هيئتاه ثيابه و جماله و لم يرفعه أكبراه همته و نفسه إنما الهيئة للأبناء و النساء و قال حبيب بن أبي ثابت. لأن أعزّ في خميصة أحب إليّ من أن أذلّ في مطرف. و قيل: لا يسود الرجل حتى لا يبالي في أي ثوبيه ظهر. قال أبو هفّان:

تعجّبت درّ من شيبي فقلت لها: لا تعجبي فطلوع الشمس في السّدف‌ [2]

و زادها عجبا أن رحت في سمل # و ما درت درّ أن الدرّ في الصّدف‌ [3]

و قال:

أعاذل أن يكون برداي رثا # فلا يعدمك بينهما كريم‌

و قال النمر بن تولب:

فإن يك أثوابي تمزّقن عن بلى # فإني كمثل السيف في خلق الغمد [4]

و نظرت جارية لابن هبيرة و هو أمير العراق و عليه قميص مرقوع فضحكت، فأنشد:

هزئت أمامة أن رأتني مملقا # ثكلتك أمّك أي ذاك يروع

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه # خلق و جيب قميصه مرقوع‌

و قيل: لا يسود الرجل حتى لا يدري أي ثوبيه لبس.

و قال البحتري:

و ليس العلى درّاعة و رداءها # و لا جبّة موشية و قميصها

و في صبيح الوجه عليه خلق:

لا تعجبوا من بلى غلالته # قد زرّ أزراره على القمر

من عوتب في خلق ثيابه فاعتذر بالفقر

قال بعض الكبار لأبي الأسود عليه جبة خز خلقة طال صحبتها له: أ ما تمل لبسها؟ فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه فأمر له بمال و دخل محمد بن كعب على سليمان فقال:


[1] الخلق من الثياب: البالي.

[2] السدف: ظلمة الليل.

[3] السمل: الثوب البالي.

[4] خلق الغمد: الغمد: غلاف السيف، و الغمد الخلق البالي.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست