نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 376
النهي عن الملابس المشهورة و ما لا يليق بلابسه و مدح الاقتصاد
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه اللّه ثوب ذلّ يوم القيامة. و قال عمر رضي اللّه عنه: إياكم أن تلبسوا ألبسة مشهورة أو محقورة. و قال خالد: البسوا من الثياب ما تستحسنه الملوك و السوقة، فإن تغيرت بأحدكم حال لم يعلم به أحد. و قيل:
البس ما لا يزدريك به السفهاء و لا يعيبك به العلماء.
قال دهقان [2] لابنه: إياك إذا نلت منزلة من السلطان أن تلبس ما يديم نظره إليك، و اعلم أن الوشي لا يلبسه إلا أحمق أو ملك، و عليك بالبياض اللين فكل أبيض عندهم ثوب. و حكي أن الشيخ الأمين عبّاد بن العباس كان له جبّات كثيرة كلها عنّابي على لون واحد، يخدم بها ركن الدولة الحسن بن بويه، فقال يوما لحاشيته: أنظروا إلى نظافته يلبس جبّة كذا كذا سنة لا يغيّرها و لا يبليها.
و قيل: أراد عمرو بن مسعدة يوما الركوب إلى السلطان في ثياب وشي، فقال له نوح بن إبراهيم: لا تفعل، فقال: لم لا أفعل و غلتي كل شهر كذا؟فقال إبراهيم غلّتك مسموعة و جبتك ملحوظة.
من لبس المعاوز من الصالحين
قيل: كان أويس يلتقط الخرق من المزابل فيخيطها و يلبسها. و عمر رضي اللّه عنه رؤي عليه قميص فيه اثنتا عشرة رقعة و هو يخطب. و قال أبو أويس الخولاني: قلب نقي في ثوب دنس أحب من قلب دنس في ثوب نقي. و كان لعمر رضي اللّه عنه قميص قيمته أربعة دراهم، فقال: إني أخشى أن أسأل عن لينه يوم القيامة، فبكى سالم غلامه و قال له:
رأيتك قبل الخلافة لبست ثوبا بأربعين دينارا فاستحسنته. فقال: يا سالم إني كنت لم أنل شيئا إلا طلبت ما فوقه فلما نلت الخلافة علمت أن ليس فوقها إلا الجنّة فدعني أطلبها.
و قال رجاء بن حيوة قوّمت ثياب عمر بن عبد العزيز و هو خليفة باثني عشر درهما قميصه و خفّه و عمامته و سراويله و قلنسوته.
حمد لبس المعاوز
قيل: ألبس من الثياب ما يخدمك و لا يستخدمك و قال عمرو بن العاص: لا أملّ
[1] الطيلس: جمع طيالس، كساء أخضر يلبسه الخواص من المشايخ و العلماء.