responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 30

فقال ابن عباس: لئن شكت في زمانها فقد شكت قوم عاد في زمانهم إذ قد وجدوا في خزائنهم سهما مكتوبا عليه:

بلاد بها كنّا و نحن نحبّها # إذ الناس ناس و البلاد بلاد

قال أبو الدرداء: كان الناس ورقا لا شوك فيه، فقد صاروا شوكا لا ورق فيه إن نافرتهم نفروك، و إن تركتهم ما تركوك.

و قال عدي بن حاتم لمعاوية: معروفك الذي نعده اليوم منكرا معروف لم يأت. و عن أبي صالح في قول اللّه تعالى: وَ يَذْهَبََا بِطَرِيقَتِكُمُ اَلْمُثْلى‌ََ [1] أي بسراة الناس.

قال شاعر:

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم # و المنكرون لكل أمر منكر

و بقيت في خلف يزين بعضهم # بعضا ليدفع معور عن معور

قال بعضهم: كأنّ اللّه تعالى ما عنى بقوله-: مََا تَرى‌ََ فِي خَلْقِ اَلرَّحْمََنِ مِنْ تَفََاوُتٍ [2]

في البخل و الجهل-إلا أهل زماننا فإنهم ما تفاوتوا في البخل و الجهل.

ذمّ النّاس‌

لما قدم محمد بن عبد اللّه بن طاهر مدينة السلام كتب إلى أخيه و هو بخراسان يشكو إليه قلّة الأنيس و تأذّيه بمضرة الجليس، فكتب إليه:

طب عن الأمة نفسا # و ارض بالوحدة أنسا

لست بالواجد خلا # أو تردّ اليوم أمسا

ما رأينا أحدا سا # وى على الخبرة فلسا

و قيل: خير الناس من لم تجرّبه. اخبر الناس تقليهم‌ [3] .

قال المتنبّي:

و صرت أشكّ فيمن أصطفيه # لعلمي أنه بعض الأنام‌

و قال الآخر:

ليس في الدنيا وفاء # لا و لا في النّاس خير

قد بلوت الناس فالنا # س كسير و عوير

و قال الآخر:

بلوناهم واحدا واحدا # فكلّهم ذلك الواحد


[1] القرآن الكريم: طه/63.

[2] القرآن الكريم: الملك/3.

[3] أي تبغضهم من قلى يقلي قلىّ (الرجل) : أبغضه فهو قال و ذاك على الشرّ. و هذا شبيه بقول الفيلسوف هوبز: الإنسان ذئب للإنسان.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست