responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 22

أهشّ إذا لاقيتهم و كأنّني # إذا أنا لاقيت اللئام مريض‌

و قال ابن كناسة:

فيّ انقباض و حشمة فإذا # أبصرت أهل الوقار و الكرم

أرسلت نفسي على سجيّتها # و قلت ما قلت غير محتشم‌

النهي عن فرط [1] المودّة و العداوة

قيل: من أحببت فلا تأمنه و من أبغضت فلا تهجره. و قيل خالط الناس و زايلهم و قال أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه: لا يكن حبّك كلفا و لا بغضك تلفا.

قال زياد بن زيد:

و إن امرأ قد جرّب الدهر لم يخن # تقلّب عصريه لغير لبيب

فلا تيأسنّ الدهر من حبّ كاشح # و لا تأمننّ الدهر صرم حبيب‌ [2]

و قال آخر:

فهونك في حبّ و بغض فربّما # بدا جانب من صاحب بعد جانب‌

ذمّ الاستكثار من الأصدقاء

قيل: لتكن الإخوان عندك كالنار قليلها متاع و كثيرها بوار [3] . و قال الفضيل: من سخافة عقل المرء كثرة معارفه. و قال حفص بن حميد: من لم ينقص كل يوم صديقا لا يفلح‌ [4] أبدا:

عدوّك من صديقك مستفاد # فلا تستكثرنّ من الصّحاب‌ [5]

فإنّ الداء أكثر ما تراه # يكون من الطعام أو الشراب‌

إعواز صديق صادق‌

قال الفضيل لسفيان رحمهما اللّه: دلّني على صديق أركن إليه إذا غبت و آمن معه إذا حضرت، فقال تلك ضالة لا توجد.

و قيل لرجل: من أبعد الناس سفرا؟فقال: من كان سفره في طلب أخ صالح و سمع المأمون أبا العتاهية ينشد:

و إني لمحتاج إلى ظلّ صاحب # يروق و يصفو إن كدرت عليه‌

فقال خذ منّي الخلافة و أعطني هذا الصاحب.


[1] فرط: كثرة.

[2] الكاشح: العدوّ الباطن العداوة.

[3] بار بوارا: هلك، كسد.

[4] يفلح: أفلح، نجح.

[5] مستفاد منه: مقتنى-يدعو ناصحا إلى عدم الإكثار من الأصحاب.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست