responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 23

و قيل لفيلسوف ما الصديق؟فقال: اسم على غير معنى. قال أبو فراس‌ [1] :

نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة # أجاب إليها عالم و جهول

فيا حسرتي من لي بخلّ موافق # أقول بشجوي مرّة و يقول‌

قال الصابئ‌ [2] :

أيا ربّ كلّ الناس أولاد علّة # أ ما تغلط الدنيا لنا بصديق

وجوه بها من مضمر الغلّ شاهد # ذوات أديم في النّفاق صفيق‌ [3]

التخويف من دغل الإخوان‌

قال أعرابي: اللهمّ اكفني بوائق‌ [4] الثقات و الاغترار بظاهر المودّات. و قال آخر: اللهم احفظني من الصديق. فقيل: كيف؟قال: لأني متحرّز من العدوّ. قال علي بن عيسى:

احذر عدوّك مرّة # و احذر صديقك ألف مرّة

فلربّما انقلب الصديق # فكان أعلم بالمضرّة

و قيل: احذر من تأمنه، فودائع الناس لا تضيع إلا عند الثقات. و قيل: قلّ من يؤذيك إلا من تعرفه.

ذمّ من يستعدّ حين الصداقة للعداوة

ذمّ العبّاس رجلا فقال هو يترصّد في صداقته ما يتوثّب به في عداوته. قال شاعر:

احذر أخوّة كلّ من # شاب المرارة بالحلاوه

يحصي الذنوب عليك # أيام الصداقة للعداوه‌

قلّة نفع مودة مكرهة

فلا خير في ودّ امرئ متكاره # عليك و لا في صاحب لا توافقه‌

و قال آخر:

ألا إنّ خير الودّ ودّ تطوّعت # به النفس لا ودّ أتى و هو متعب‌

ذم من يضمر عداوة و يظهر صداقة

قال بعضهم: تظن فلانا يضحك لك و هو يضحك منك فإن لم تتخذه عدوا في


[1] أبو فراس الحمداني (932-968) ولد في الموصل هو ابن عمّ سيف الدولة صاحب حلب الذي قلّده إمارة منبج. أسره البيزنطيون أربع سنوات. استولى على حمص بعد وفاة سيف الدولة فقتل: أشهر قصائده: «الروميّات» .

[2] الصابئ: إسحاق إبراهيم (925-994) كاتب حرّاني خدم بني بويه. اشتهر برسائله. له ديوان شعر.

[3] الغلّ: الحقد و الكراهية و الغشّ.

[4] البوائق: جمع بائقة و هي الشرّ.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست