responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 21

قال السريّ:

و ليس يكون المرء سلم صديقه # إذا لم يكن حرب العدوّ المخالف‌

*حمد من يصاحب منهم أعداءك‌

قال ابن المقفع: إذا رأيت صديقك مع عدوّك فلا يوحشنّك ذلك، فإنما هو أحد رجلين إذا كان من إخوان الثقة فانفع مواطنه قربه من عدوّك شرّ يلفّه و عورة يسترها و غائبة يطلع عليها، و إن كان غير ثقة فهو أولى‌ [1] به فهبه له.

*مدح رفض الحشمة بين الأصدقاء

قال علي رضي اللّه عنه: شرّ الإخوان من يحتشم منه و يتكلّف له. قال العرجيّ الصوفي: إذا صحّ الود سقطت شروط الأدب. و قال الحسن بن وهب: اعلم أن المودة لا تتم ما دامت الحشمة عليها مسلّطة.

و قال بعضهم: أسقط عن نفسي نصف همّ الدنيا بعشرة من لا أحتشمه، و قال الجنيد رضي اللّه عنه لا تصحب من تحتاج أن تكتمه ما يعرف اللّه منك.

*ذمّ فرط الانبساط

قيل: صن الاسترسال منك حتى تجد له مستحقا، و اجعل أنسك آخر ما تبذل من ودّك. و قال جعفر بن محمد: إيّاك و سقطة الاسترسال فإنها لا تستقال.

في كتاب كليلة و دمنة: بعض المقاربة حزم و كل المقارنة عجز، كالخشبة المنصوبة في الشمس تمال فيزيد ظلّها و تفرط في الإمالة فيرتد ظلّها.

و قال أكثم: الانقباض‌ [2] عن الناس مكسبة للعداوة و الانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء، أخذه الحارث. فقال:

إذا ما عممت النّاس بالأنس لم تزل # لصاحب سوء مستفيدا أو كاسبا

فإن تقصهم أرموك عن ظهر بغضة # فكن خلطا إن شئت أو كن مجانبا [3]

و لا تنتبذ عنهم و لا تدن منهم # و لكنّ أمرا بين ذاك مقاربا [4]

و قال: إذا أقبل عليك مقبل بودّه فسرّك أن لا يدبر عنك، فلا تكثر الإقبال عليه، فالإنسان من شأنه التباعد ممن قرب منه، و الدنوّ ممّن يتباعد منه.

مباسطة الكرام و الانقباض عن اللئام‌

و ما لي وجه في اللئام و لا يد # و لكنّ وجهي في الكرام عريض


[1] أولى به: أجدر به، أحق به.

[2] الانقباض عن الناس: اعتزالهم و الانكماش عنهم.

[3] إن تقصهم: أن تبعدهم.

[4] تنتبذ عنهم: تبتعد عنهم-الكاشح: العدوّ المبغض-الصرم: القطيعة و الهجر.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست