نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 201
قال أبو تمّام:
لو لا الظلام و علّة علقوا بها # باتت رقابهم بغير قلال
فليشكروا جنح الظلام و درودا # فهم لدرود و الظلام موال [1]
قال عنترة الكلبي:
فلو لا اللّه و المهر المفدّى # لابت و أنت غربال الإهاب
الفارّ في وقت الفرار و الثابت في وقت الثبات
قال يوما معاوية رضي اللّه عنه: لقد علم الناس أن الخيل لا تجري بمثلي فكيف؟ قال النجاشي:
و نجّى ابن حرب سابح ذو علالة # أجشّ هزيم و الرماح دواني
فقال عمر: و أعياني أشجاع أنت أم جبان؟فقال: شجاع إذا ما أمكنتني فرصة و إن لم تكن لي فرصة فجبان. و قيل: الهرب في وقته خير من الصبر في غير وقته و قيل: من هرب من معركة فعرف مصيره إلى مستقره فهو شجاع.
تفضيل الإحجام حيث يكون أوفق على الإقدام
قال المهلّب: الإقدام على الهلكة تضييع كما أن الإحجام عن الفرصة عجز. و قال المتوكل لأبي العيناء: إني لأفرق من لسانك. فقال: يا أمير المؤمنين الكريم ذو فرق و إحجام و اللئيم ذو وقاحة و إقدام. قال مالك الأنصاري:
أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا # و أنجو إذا غمّ الجبان من الكرب
من هرب لمّا علم قلّة غنائه
قال هبيرة القرشي:
لعمرك ما وليت ظهرا محمدا # و أصحابه جبنا و لا خشية القتل
و لكنّني قلّبت أمري فلم أجد # لسيفي غناء إن ضربت و لا نبلي
وقفت فلمّا لم أجد لي مقدما # صدرت كضرغام هزبر إلى الشبل
ثنى عطفه عن قرنه حيث لم يجد # ما غاله عند التّصرّف و الختل
و قال آخر:
أعاذل ما ولّيت حتّى تبددت # رجال و حتّى لم أجد لي مقدما
و حتّى رأيت الوريد يدمى لبانه # و قد هزم الأبطال و انتثل الدّما [2]