responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 202

اعتذار هارب زعم أن هربه نبوة أو قدر

قال شاعر:

أ يذهب يوم واحد إن أسأته # بصالح أيامي و حسن بلائيا

و لم تبد منّي نوبة قبل هذه # فراري و تركي صاحبي و رائيا

قال عبد اللّه بن غلفاء:

و ليس الفرار اليوم عارا على الفتى # إذا عرفت منه الشجاعة بالأمس‌

و سمع بعض الفرس قول الشاعر:

أ لم تر أن الورد عرّد صدره # و حاد عن الدعوى وضوء البوارق‌ [1]

فقال: عذره أشدّ من ذنبه فمن قصّر عن إمساك مركوبه كيف يرجى منه أن يهزم جماعة عدوّه، قال نعيم التميمي:

فإن يك عارا يوم فلج أتيته # فرادى فذاك الجيش قد فرّ أجمع‌

قال ثعلبة الباهلي:

فلا تعذلاني في الفرار فإنّني # فرارى لمّا قد فرّ قبلي عامر

فإن لم أعوّد نفسي الكرّ بعدها # فلا و وألت نفسي عليها [2]

و قال الوليد لعبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه: مالك جفوت عثمان رضي اللّه عنه؟فقال: أبلغه أني لم أفر يوم أحد و لا تخلفت يوم بدر. فأخبرته بذلك. فقال: أمّا فراري يوم أحد فقال يعيرني به و قد عفا اللّه عنّي حيث يقول: إِنَّ اَلَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعََانِ إِنَّمَا اِسْتَزَلَّهُمُ اَلشَّيْطََانُ بِبَعْضِ مََا كَسَبُوا [3] و لقد عفا اللّه عنهم. و أما تخلفي يوم بدر فإني كنت أمرّض بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ماتت. أخبره عنّي بذلك.

المتفادي من حضور الحرب‌

قيل لبعضهم لم لا تغزو؟فقال: إني أكره الموت على فراشي فكيف أسعى إليه برجلي. و رأى المعتصم في بعض منتزهاته أسدا فنظر إلى رجل أعجبه زيه و قوامه و سلاحه فقال له: أ فيك خير؟فعلم الرجل مراده فقال: لا. فقال: لا قبّح اللّه سواك و ضحك.

و اجتاز كسرى في بعض حروبه برجل قد استظل بشجرة و ألقى سلاحه و ربط دابّته.

فقال له: يا نذل نحن من الحرب و أنت بهذه الحالة، فقال: أيها الملك إنما بلغت هذا السن بالتوقي، فقال: زه و أعطاه مالا.


[1] عرّد: ارتفع.

[2] و وألت: يقال وأى من كذا: طلب النجاة منه، و الى المكان: بادر، و إلى اللّه رجع.

[3] القرآن الكريم: آل عمران/155.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست