و قالت عابدة المهلبية و يروى للخوارزمي:
فصادرهم على الأرواح خرق # إذا ابتاعوا الحياة فلا يقيل
شدّة الطعن و الضرب و سعتهما
قال شاعر:
هم الدعو هم حماة الرّماح # و لدّوهم بالظّبا البيض لدّا [1]
و قال بعضهم:
و طعن كأفواه المزاد المخرّق [2]
و قال أبو كثيّر الهذلي:
عجلت يداك لخيرهم بمرشّة # كالعطّ وسط مزادة المستخلف [3]
قال امرؤ القيس:
كجيب الدفنس الورها # ء ريعت و هي تستغلي [4]
و قال آخر:
و طعن كأذيال القباء المفرج
و قال ضرار في وصف ضربة:
دفوع لأطراف الرماح كأنّها # إذا سيّروها فرخ خرقاء دعبل [5]
و قال المتنبّي:
كأنّما تتلقاهم لتسلكهم # فالطعن يفتح في الأجواف ما يسع
و سمع بعضهم قول الشاعر:
لها نفذ لو لا الشّعاع أضاءها...
فقال: هذا درب لا طعن.
و يروى لخلف الأحمر:
و أطعن السحساحة المسلسلة # على عشاش دهش و عجله [6]
و أضرب الحدباء ذات الرعله # تردّ في نحر النّيب قتله [7]
[1] لدّوهم: خاصموهم خصومة شديدة.
[2] المزاد: جمع مزادة و هي ما يوضع فيه الزاد.
[3] العط: مصدر عط الثوب شقّه.
[4] الدفنس: الأحمق الدنيء، و الدفنس البخيل و الثقيلة من النساء-الورهاء: الحمقاء.
[5] الدعبل: بيض الضفدع، و الدعبلة: الناقة القويّة.
[6] العشاش: جمع عشّ، و هو وكر الطائر.
[7] الرعلة: القطعة المتقدّمة من الخيل، و الرعال: العيال-النيب: النوق المسنّة، جمعه ناب.