و قال آخر:
كفى سفها بالشّيب أن يأتي الصّبا # و أن يأتي الأمر الذي هو عائبه
(14) و ممّا جاء في فنون مختلفة من الغزل
قال شاعر:
إذا اجتمع الجوع المبرّح و الهوى # على الرجل المسكين كاد يموت
قال ابن ميّادة:
فيا أهل ليلى أكثر اللّه فيكم # من أمثالها حتّى تجودوا لنا بها
و قال جميل:
أتوني و قالوا يا جميل تبدّلت # بثينة إبدالا لا فقلت لعلّها
و علّ حبالا كنت أحكمت عقدها # أتيح لها واش رقيق فحلّها
و قال البحتري:
رأيتك إن منّيت منّيت موعدا # جهاما و إن أبرقت أبرقت خلّبا [1]
و قال شاعر:
طلبنا دواء الحبّ يوما فلم نجد # من الحبّ إلا من يريد مداويا
و قال عبد اللّه بن طاهر:
و كلّ محبّ جفا من يحبّ # جفته السّلامة و العافيه
و له:
أيام لم تلج النّوى # بين العصا و لحائها
و قال الخبزارزي:
ظبي تفلّت من حبلي فأوقعني # في حبله إنّ في عينيه لي شركا [2]
[1] الجهام: السحاب لا ماء فيه و الموعد الجهام الموعد الكاذب الذي لا ينجز-البرق الخلّب: الذي لا يرافقه المطر.
[2] يشبه المحبوب بالظبي و يقول بأن هذا الظبي أفلت من حبال حبّه و أوقع هو في حبال عينيه فعيناه شرك له و الشرك حبائل الصيد.