responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 119

إرسال الريح إليه‌

قال البحتري:

ألا يا نسيم الريح بلّغ رسالتي # سليمي و عرّض بي كأنّك مازح‌ [1]

فإن سألت عنّي سليمي فقل لها # به غبّر من دائه و هو صالح‌ [2]

و قال:

لي إلى الريح حاجة إن قضتها # كنت للريح ما بقيت غلاما

حجبوها عن الرّياح لأني # قلت للريح بلّغيها السّلاما

و قال:

فلو أنّ ريحا أبلغت وحي مرسل # خفيّ لناجيت الجنوب على الجنب

و قلت لها أدّي إليهم تحيّتي # و لا تخلطيها طال سعدك بالترب

فإني إذا هبّت شمالا سألتها # هل ازداد صداح النميرة من قرب‌

من حسد رسوله لتمتعه بالنظر إلى محبوبه‌

عشق المأمون جارية لبعض المتكلمين المتّصلين به و كان يراسلها ببعض من أفشى إليه سره فقال يوما و قد بعث إليها:

ألا ليتني كنت الرسول و كأنّني # فكان هو المقصى و كنت أنا المدنى‌ [3]

بعثتك مشتاقا ففزت بنظرة # و أغفلتني حتّى أسأت بك الظنّا

و سرّحت طرفا في محاسن وجهها # و متّعت باستمتاع نغمتها الأذنا

أرى أثرا منها بعينك لم يكن # لقد سرقت عيناك من عينها حسنا

قال محمد بن أمية:

أن تشق عيني بها فقد سعدت # عين رسولي و فزت بالخبر

خذ مقلتي يا رسول عارية # فانظر بها و احتكم على بصري‌

تأسف من خلفه رسوله على محبوبه‌

قال شاعر:

بعثت رسولا فأضحى خليلا # على الرغم منّي فصبرا جميلا

و كنت الخليل و كان الرسول # فصار الخليل و صرت الرسولا

كذا من يوجّه في حاجة # إلى من يحبّ رسولا نبيلا


[1] التعريض: الذمّ غير الصريح أو المباشر.

[2] غبّر: بقايا.

[3] المقصى: المبعد من أقصاه-المدنى: المقرّب من أدناه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست