responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 11

*الحثّ على نصرة الصديق على جميع الأحوال‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. و قيل: حافظ على الصديق و لو على الحريق.

و قيل: أفضل الكرم أن يكون الرجل عند النائبة أكرم وفاء و أمحض صفاء و لتكن معاونتك أخاك بمهجتك عند البلاء، أكثر منها عند الرخاء.

*مماراة [1] الصّديق و الحثّ على تركها

قيل: مع الاختلاف طمع في الائتلاف و رب مخالفة دعت إلى محالفة و معاسرة [2]

تحمل على المعاشرة. و قيل بإحياء الملاطفة تستمال القلوب العارفة. و قيل: استدم مودّة أخيك بترك الخلاف عليه، ما لم تكن عليك منقصة أو غضاضة. و قال يموت بن مزروع:

سمعت أبي يقول قرأت خمسين ألف بيت و ما وقع لي مثل قوله:

و ما أنا بالشي‌ء الذي ليس نافعي # و يغضب منه صاحبي بقئول‌

*الأمر بالإغضاء على عيب الصديق‌

قيل إن جعفرا الصادق كان يقول: لا تفتّش على عيب الصديق، فتبقى بلا صديق.

و أحسن ما قيل في هذا المعنى قول بشّار:

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا # صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه # مقارف ذنب مرة و مجانبه‌ [3]

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى # ظمئت و أيّ النّاس تصفو مشاربه؟ [4]

و قال آخر:

و من لا يغمض عينه عن صديقه # و عن بعض ما فيه يمت و هو عاتب

و من يتتبع جاهدا كلّ عثرة # يجدها و لا يسلم له الدهر صاحب‌

و قيل: لا يجد رفيقا من لم يزدرد ريقا. و قيل: من عاتب في كل وقت أخاه فجدير أن يملّه و يقلاه‌ [5] . و على عكس ذلك قال الشافعي-رحمه اللّه-: ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته.


[1] المماراة: مصدر مارى مراء و مماراة (فلانا) : جادله و نازعه و لاجّه.

[2] المعاسرة: المخالفة و المضايقة.

[3] مقارف: من قارف الذنب أي اقترفه و ارتكبه و خلاف ذلك المجانبة أي الترك.

[4] يقول: إنّ الناس لا تصفو مشاربهم دائما و أنت محمول على مواصلتهم لأن المرء لا يسعه أن يعيش وحيدا و قد شبّه بشار هذا بالحاجة إلى الماء فأحدنا قد يشرب الماء أحيانا كدرا على ما فيه من القذى دفعا للظمإ.

[5] يقلاه: يكرهه و يبغضه.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست