ألا إنّ عين المرء عنوان قلبه # تخبّر عن أسراره شاء أم أبى
و قال كشاجم:
و يأبى الذي في القلب ألا تبيّنا # و كلّ إناء بالذي فيه يرشح [2]
*متابعة الصديق في رشده دون غيّه
استشهد ابن الفرات أيام وزارته علي بن عيسى بغير حقّ، فلم ينصره، فلمّا رجع كتب إليه لا تلمني على نكوصي في نصرتك بشهادة زور، فإنه لا بقاء لاتفاق على نفاق و لا وفاء لذي مين و اختلاق، و أحرى بمن تعدّى الحق في مسرتك إذا رضي أن يتحرى الباطل في مساءتك إذا غضب، و قد تقدم هذا الخبر. قال شاعر:
أ لم تعلمي أنّي إذا الإلف قادني # إلى الجور لا أنقاد و الإلف جائر
و دعا أعرابي فقال: اللهمّ أني أعوذ بك ممّن لا يلتمس خالص مودّتي إلا بالتأتّي لمواقع شهوتي.