responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 10

و قال ابن بسام‌ [1] :

ألا إنّ عين المرء عنوان قلبه # تخبّر عن أسراره شاء أم أبى‌

و قال كشاجم:

و يأبى الذي في القلب ألا تبيّنا # و كلّ إناء بالذي فيه يرشح‌ [2]

*متابعة الصديق في رشده دون غيّه‌

استشهد ابن الفرات أيام وزارته علي بن عيسى بغير حقّ، فلم ينصره، فلمّا رجع كتب إليه لا تلمني على نكوصي في نصرتك بشهادة زور، فإنه لا بقاء لاتفاق على نفاق و لا وفاء لذي مين و اختلاق، و أحرى بمن تعدّى الحق في مسرتك إذا رضي أن يتحرى الباطل في مساءتك إذا غضب، و قد تقدم هذا الخبر. قال شاعر:

أ لم تعلمي أنّي إذا الإلف قادني # إلى الجور لا أنقاد و الإلف جائر

و دعا أعرابي فقال: اللهمّ أني أعوذ بك ممّن لا يلتمس خالص مودّتي إلا بالتأتّي لمواقع شهوتي.

*متابعته في غيّه و رشده‌

قال عروة [3] :

و خلّ كنت عين الرشد منه # إذا نظرت، و مستمعا سميعا

أطاف بغية فنهيت عنها # و قلت له أرى أمرا فظيعا

أردت رشاده جهدي فلمّا # أبى و عصى عصيناه جميعا

قال بشّار:

و ما كنت إلا كالزّمان فإن صحا # صحوت و إن ماق الزمان أموق‌ [4]

قال أحمد بن صالح:

أنا كالمرآة ألقى كلّ وجه بمثاله‌

و قال رجل لصديقه: ما رأيك في كذا؟فقال: أنا من غزيّة. يريد أني تابع لك إشارة إلى قول دريد:

و هل أنا إلا من غزيّة إن غوت # غويت و إن ترشد غزية أرشد [5]


[1] ابن بسّام: على بن محمد (844-915) أديب و شاعر بغدادي هجّاء خدم المعتضد و من تصانيفه:

«أخبار عمر بن أبي ربيعة» .

[2] كل إناء يرشح: و في رواية ينضح أي يخرج ما فيه.

[3] عروة بن الورد العبسيّ: توفي نحو 596 من شعراء الجاهلية الصعاليك قتل في إحدى غزواته.

[4] ماق يموق: تظاهر بالموق أي الحمق.

[5] غزية: قبيلة-غوت: ضلّت-و في هذا البيت دلالة على العصبية القبلية.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست