responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 99

التصدّي للجواب لمن أمّك بالسؤال، و قال: تحت كلّ «لم» [1] أسد ملم.

نظر يزل مواقع الأقدام‌

و سئل الشعبي عن مسألة فقال: زيادات وبر لا تنساب، و لا تنقاد لو نزلت بأصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم لأعضلت.

الدافع باطل خصمه بحقّه‌

قيل: لا تدفع الباطل بالغلبة إذا أمكنك أن تدفعه بالحجّة.

و قال ابن عباس عجبا لمن يطلب أمرا بالغلبة، و هو يقدر عليه بالحجّة، فالحجّة دين يعقد به الطاعة، و سلطان الغلبة يزول بزوال القدرة.

و قال ثعلبة:

و لربّ خصم جاحدين ذوي شذا # تقذى صدورهم بهتر هاتر [2]

لقد ظأرتهم على ما ساءهم # و خسأت باطلهم بحقّ ظاهر [3]

و قال آخر:

ألا ربّ خصم ذي فنون علوته # و إن كان ألوى يشبه الحقّ باطله‌

و هذا معنى قول العتابي‌ [4] : البلاغة تصوير الباطل في صورة الحقّ.

المشاغب من يشاغبه‌

قال أبو الأسود:

فشاغبته حتّى ارعوى و هو كاره # و قد يرعوي ذو الشغب بعد التّحامل‌ [5]

فإنّك لم تعطف إلى الحقّ جائرا # بمثل خصيم عاقل متجاهل‌

و قال آخر:

و ما خصم الأقوام من ذي خصومة # كمثل بصير عالم متجاهل‌

القائم في المناظرة مقام الغيب‌

و قال شاعر:

و مشهد قد كفيت الغائبين به # في مجمع من نواصي النّاس مشهود [6]


[1] لم (هنا) : كناية عن السؤال.

[2] خصم: قد يجي‌ء هكذا للاثنين و الجمع و المؤنث-الهتر: الكذب و الهتر (بالضم) : ذهاب العقل و الهاتر اسم فاعل من هتر (عرضه) : مزّقه.

[3] ظأره (على الأمر) : أكرهه عليه-خسأ الباطل: مرده و زجره.

[4] العتّابي: هو كلثوم بن عمرو من شعراء بغداد، و أصوله شاميّة من حلب. كان يجيد الفارسية و يذهب مذهب المعتزلة. مات سنة 208 هـ (823 م) .

[5] ارعوى: ارتدع و عاد إلى الصواب.

[6] نواصي الناس: كناية عن صفوتهم و النخبة منهم.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست