نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 818
صوتا، و مخارق و علويه و زلزل و ابن بانة و إبراهيم بن المهدي، كان من حذاق المغنين، و لذلك قال فيه دعبل لما ولي الخلافة:
إن كان إبراهيم مضطلعا لها # فلتصلحن من بعده لمخارق
و لتصلحن من بعد ذاك لزلزل # و لتصلحن من بعده للمارق [1]
و منهم ابن محرز الغريض و مالك بن أبي السمح.
كراهية غناء بلا شرب و شرب بلا غناء
قيل: غناء بلا شراب كنحلة بلا عطية و هدية بلا نية و رعد بلا مطر و شجر بلا ثمر و حداء بلا بعير و روضة بلا غدير. قال الرشيد: النكس الذي يشرب على غير سماع. و قال أبو نواس:
و ليس الشرب إلا بالملاهي # و بالحركات من بم وزير [2]
قال صاحب الموسيقا: السماع كالروح و الخمر كالجسد فباجتماعهما يتولد السرور.
و قيل لأبي العطوف هل ترى في الغناء، فقال: أما قبل الأكل و مع غير الشراب فلا.
الاقتراح على المغنيّ
قيل لمغن: غن لنا كذا ثم بعده كذا، فقال: يا ابن الفاعلة لا تقترح صوتا إلا بولي عهد. قال الحسن بن علي العلوي: قلت لمغن: غنني، قال: هذا أمر. قلت: أسألك، قال: هذا حاجة، قلت إن رأيت، قال: هذا إبرام، فقلت فلا تغن، قال: هذا عربدة.
كان هرمس إذا قعد للشرب يقول للموسيقى أطلق النفس من رباطها. من هنا أخذ كشاجم قوله:
أطلق عقال الروح بالرّاح # إنّ إليها جدّ مرتاح
قد كدّت الحكمة روحي # فروحها بأوتار و أقداح
و كان مروان يقول: أطعمتنا طيبا فأطعم أرواحنا حسنا. قال أبو العتاهية لمغن:
صب في هذه الآذان ما تطعم به القلوب في الأبدان، فلو كان الكلام طعاما كان كلامك أداما.
قال رجل لمغنية: غنيني، قالت: ليس معي عود، قال: فاضربي على حرك قالت قطعت أوتاره بالمخيط و حياتك. و قيل لآخر: غن بغير عود، فقال: أنا فارس لا أقاتل راجلا. و قال آخر لمغن في دعوته: أنعم علينا بما لا يتعب ضرسا و لا يسقم نفسا.
استعادة الغناء
حقّ الصوت الحسن أن يعاد أربع مرات، الأول بديهة و الثاني تفهم و الثالث للشرب و الرابع للشبع.