responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 817

فضل الغناء

قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: مدار الدنيا على أربع، البناء و النساء و الطلاء و الغناء. و قيل: اللذات أربع، أكل و شرب و سماع و نكاح، و كل يوصل إليه بتعب إلا الغناء. لا يكره الغناء إلا من عرضت له آفة في حاسته، كما لا يكره الطيب إلا من في شمه آفة. و حكى أهل الهند أن الزندبيل إذا أخذ امتنع من العلف فيغني له بالألحان الشجيّة حتى تطيب نفسه من سمع الغناء، فإن لم يرتح له كان عديم الحس أو سقيم النفس.

و كان حكماء الهند يسمعون المريض الغناء، و يزعمون أنه يخفف العلة و يقوي الطبيعة، و بالأصوات الطيبة ينوّم الطفل و تحدى الإبل و تجمع السمك في حظائرها و تصطاد الظباء و الأسود من مرابضها.

و قيل: الغناء غذاء الأرواح كما أن الطعام غذاء الأشباح. و هو يصفي الفهم و يرقق الذهن و يلين العريكة و يثني الأعطاف و يشجع الجبان و يسخي البخيل.

ذمّ الغناء

قال يزيد بن الوليد لأهله: إياكم و الغناء فإنه يسقط المروءة و ينقص الحياء و يبدي العورة و يزيد في الشهوة، و إنه لينوب عن الخمر و يصنع بالعقل ما يصنعه السكر، فإن كان و لا بد فجنبوه النساء فإنه داع إلى الزنا.

سئل صالح بن عبد الجليل عن السماع، فقال: ما وجدت قلبك يصلح له فافعله. مر مسلمة بن عبد الملك يوما بقصر أخيه سليمان، فسمع صوت مغن فغدا إلى سليمان، و قال يا أمير المؤمنين: مررت أمس بالقصر الذي فيه حرمك فسمعت فيه غناء، أ ما علمت أن الفرس يصهل فتشال الحجر، و الحمار ينهق فتستودق له الأتان و الثور يخور فتستخرم له البقر، و التيس ينب فيثغو له المعز، و الكلب يعوي فتصرف له الكلبة و المغني يغني فترتاح له النساء، فقال سليمان: قد وعظت و أحسنت، و اللّه عليّ راع و كفيل لا يدخل داري مغن ذكر و لا أنثى.

و نزل قوم بالكميت فأضافهم، فتغنى رجل منهم و كان حسن الصوت، فقال: حق على الرجل أن يحصن سمع امرأته كما يحصن فرجها.

كيفية جودة الغناء

قيل لبعضهم ما أجود الغناء، فقال: ما أطربك و ألهاك أو أحزنك و أشجاك. و قال إسحاق: قال لي المأمون يوما: ما ألذ الغناء عندك؟فقلت: ما وافق شهوة النفس، فقال:

زد فيه، و طرب له السامع خطأ كان أو صوابا.

مشاهير المغنين و واضعي الغناء

ابن شريح و معبد و إسحاق، و قيل: كل ما صنعه إسحاق من الغناء سبعة و ثمانون‌

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 817
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست